كشف ل «عكاظ» عميد كلية الهندسة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبد الملك الجنيدي أن أحد الحلول المقترحة للحيلولة دون تكرار أزمة سيول في جدة، شق أنفاق تصريف تحت الشوارع الرئيسة مثل شوارع فلسطين والتحلية وحراء، على أن تغذى هذه الأنفاق بأنفاق فرعية من الشوارع الشمالية والجنوبية مثل شوارع الملك فهد والأمير متعب والأمير ماجد والمكرونة وغيرها، وذلك بعد إجراء الرفع المساحي لجدة لمعرفة مناسيب المياه والصرف للأمطار، مشيرا إلى أنه يمكن الرجوع إلى خرائط الأقمار الصناعية القديمة على أساس إيجاد قنوات صرف لمياه الأمطار في الأودية الطبيعية لجدة، والتي كانت موجودة منذ آلاف السنين ومنها أودية غليل، القوس، المرخ، بني مالك وبريمان وغيرها. وأكد أن شق قنوات التصريف هو الحل الأجدى في ظل غلاء نزع ملكيات مباني المواطنين بجوار الشوارع المتجهة من الشرق إلى الغرب، مبينا أن جدة ستعاني من أزمة مرور خانقة أثناء تنفيذ مثل هذه المشاريع الكبيرة، مقترحا أن تستعين الأمانة بشركات عالمية متخصصة في هذا المجال. واقترح الجنيدي إنشاء إدارة طوارئ في أمانة جدة تشرف عليها الإمارة مباشرة، تختص بدعوة مكاتب استشارية لإعداد الدراسات الفنية، ومن ثم دعوة المقاولين لتقديم عروضهم، ومن ثم تنفيذ مشاريع التصريف هذه خلال مدة لا تتعدى 24 شهرا. وقال الجنيدي «إن الكلية بدأت في تفعيل البحوث العلمية، وتقديمها للجهات المعنية في حالة طلبها لوضع كافة الحلول لمدينة جدة، وحمايتها من أضرار الأمطار والسيول التي ألحقت الضرر بالعديد من الأحياء». وبين أن أولويات البحث العلمي والتطوير في الكلية، تركز على عدة محاور تهتم بالبيئة المحلية للمنطقة منها المياه، البنى التحتية وإدارة الأزمات، لافتا إلى أن المهندسين وعلماء الهندسة يبدون اهتماما كبيرا بالمحور الهندسي. وأشاد بدعم خادم الحرمين الشريفين للمسؤولين في جدة من أجل التحرك السريع لحل أزمات البنى التحتية في المدينة. وعبر الجنيدي عن إعجابه بدور الدفاع المدني في هذه الأزمة، وقال «إن قيادات الدفاع المدني تعد الأكفأ من حيث التأهيل والتدريب، وهي من الجهات الأمنية التي تستقطب عشرات المهندسين سنويا للمساهمة في التعامل مع الطوارئ، وإدارتها باحترافية ومهنية عالية». وأوضح أن أعضاء هيئة التدريس في الكلية سيركزون في بحوثهم على قضايا المياه بدءا من تحلية المياه، ومرورا بالنقل والتوزيع، وانتهاء بترشيد المياه في المنازل، والمعالجة الصحية للمياه ودرء مخاطر السيول والفيضانات. من جهة ثانية، دافع الجنيدي عن أمين جدة الدكتور هاني أبو راس، وقال «الرجل لم يكمل السنة ولم يصل لميزانية الأمانة الدعم المطلوب لتصريف مياه السيول، وكل الذي وصل مبالغ محدودة قبل عدة أسابيع، فكيف لنا أن نحاسبه على أخطاء مضى عليها أكثر من 40 سنة».