تألمت كثيرا من منظر المنكوبين وهم يحتشدون أمام مركبة توزيع الأغذية، نقول في شعبيتنا «يقطعون القلب»، بالفعل وأكثر من ذلك، فإذا كنا نشيد بمن يعمل، فلا بد أن نقرع الجرس في وجه من يمارس هذه الممارسات غير المقبولة إنسانيا ولا وطنيا، فهؤلاء ليسوا شحاذين، بل منكوبون ومعاملتهم بمثل هذه الطريقة «عيب»، ومن المفترض أن نصل إليهم ونعطيهم في أماكنهم، وليس صعبا أن ننظمهم في حال تحجج البعض بأنه لا يمكن تنظيمهم أو أنهم تجمهروا حول سيارات توزيع المؤن. آمل بحق أن تكون القناة الوحيدة لتوزيع المعونات على المتضررين هم المتطوعين، لأنهم يعرفون من هم المنكوبون وأماكن تواجدهم، ويعبرون إليهم يوميا بكل حب وصدق ومسؤولية، يطرقون أبوابهم ويقدمون لهم ما يحتاجون بكل سهوله ويسر، وهنا لا أبخس بعض الجهات الحكومية حقها، فهي عملت، ولكن المتطوعين من وجهة نظري المتواضعة أفضل. كما أتمنى أن تدعم الجهات الحكومية، وعلى رأسها محافظة جدة التي اضطلعت بدور حقيقي أشاد به المتطوعون والمراقبون، خروج المتطوعات إلى الأرامل والمطلقات عقب إعادة الشوارع إلى طبيعتها وتسهيل زيارتهن وسؤالهن عن أحوالهن. **** فضح المتسببين كل ما يقدم من دعم مادي ومعنوي للمنكوبين يضمد جراحهم، إلا أن من يجلس بينهم ويستمع لأوجاعهم يعرف أن الدواء الحقيقي الشافي باختصار هو محاسبة من تسبب في ما حدث، وهذه أمانة أحملها في هذه المساحة، وزاد أملهم إقرار الأمير نايف بن عبد العزيز التشهير بمصنعي الطوب الأحمر وتغريمهم، عقب أن ثبت مخالفتهم لأحكام التنظيم التمويني. **** ارفعوا الأشمغة تحية لأبناء الوطن الشرفاء، تحية لإخواننا المقيمين، تحية لمن سافروا من مدن أخرى من أجل التطوع وإنقاذ المنكوبين في جدة، على أرض المعارض سيمفونية إنسانية مهيبة تخرج الدموع وتلهب الأكف. تحية لأمهاتنا، وبينهن أنموذجاً أم فيصل التي تحضر بهدوء وتخرج بهدوء دون أن تقول من هي، تجلس على الأرض أكثر من 10 ساعات يوميا لتعد السلال الغذائية، وتقدم دعما ماديا دون أن تقول لأحد، تحية لأمهاتنا وأخواتنا، وإذا كان الإنجليز يرفعون قبعاتهم، فنحن نرفع أكفنا بالدعاء لكم، ونرفع أشمغتنا وقلوبنا لكم أيها الرائعون تقديرا واحتراماً. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة