سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رجال الأعمال يتوجهون للمواقع المتضررة بصحبة كاميرات تلفزيونية وفوتغرافية أغذية وأدوية تحمل تواريخ منتهية الصلاحية نتج عنها حالات تسمم لبعض الأسر المنكوبة
أثار شبان متطوعون هرعوا لتقديم المساعدات للمتضررين من كارثة سيول جدة قضايا لم تكن في الحسبان عندما لمحوا بعضا من أصحاب المساعدات وهم يتنافسون ويدخلون في نزاع للحصول على سبق الظهور أمام عدسات وسائل الإعلام وكثير من هؤلاء هم ممثلون لجمعيات خيرية في جدة ، وأعرب هؤلاء الشباب عن دهشتهم من تلك التصرفات والتي تتنافى مع العمل الخيري ، منوهين إلى أن الجمعيات المؤسسية راحت تضايق جماعات المتطوعين الذين بلغ عددهم الآلاف .. و قال الناشط التطوعي عبدالله بخيت ل (عناوين) : عندما توحدنا تحت سقف واحد وهو حملة إنقاذ جدة كان هدفنا هو إنقاذ أهلنا في شرق و جنوبجدة ، إلا انه للأسف تلاشى ذلك الحماس بعد أن كانت شعلته متوقده في الأيام الأولى للحملة ، لعدة أسباب أبرزها مضايقة جمعيات تطوعية لنا ، ودخول (كبار) على الخط أرادوا خطف الأضواء".
عبدالله بخيت وأضاف بخيت : سعت الغرفة التجارية لمساعدتنا في التنظيم والدعم ، وهو ما تم فعلا ، لكن حين تكاثرت الجمعيات التطوعية حتى بلغت (40) مجموعة ، بات التنافس يأخذ منحى منحرفا عن المسار السليم ، وأظهر بعضها حرصا مبالغا فيه للحصول على مكاسب إعلامية وهو ما يتنافى والرسالة الخيرية التي تعلنها وتعمل من أجلها. ودعا بخيت إلى تدخل الجهات المسؤولة لحل تلك الإشكاليات مؤكدا أن مبادرته والآلاف من زملائه جاءت لتقديم العون للمنكوبين ، واصفا نزعة المجموعات التي تسعى للظهور الإعلامي ب "الوباء المستشري" الذي يؤثر على أداء المجموعات التطوعية وطبيعة الخدمات والتي من المفترض أن تقدمها.. ومن جانبها قالت الناشطة التطوعية دلال خياط ل (عناوين) : "شعرنا بجلاء بمحاولات بعض قادة الجمعيات الخيرية في التكسب من كارثة جدة بطريقة أزعجت الذين أرادوا العمل بإخلاص ". وأشادت "خياط" بالدور الذي تؤديه الندوة العالمية للشباب الإسلامي من حيث التنظيم والتفاني في العمل ، واصفة الجمعيات التي سعت للشهرة والتكسب من الحدث ب "الناشئة" ، مشيدة بمقدرة الندوة العالمية للشباب الإسلامي نتيجة خبرتها العملية في أعمال الإغاثة
احمد رميخاني وأشارت ( خياط ) إلى وجود جمعيات تحمل اسم " لامع " –على حد وصفها – لم تسلم من الانسياق خلف نزعة التكسب الإعلامي. وذكر متطوعون ل (عناوين) أن سوء التنظيم بين االجماعات التطوعية أعاق كثير من عمليات الغوث للمنكوبين ، وساهم في تأخير إيصال المساعدات الضرورية لهم .
وقال أحمد رميخاني : شاهدنا بعض رجال الأعمال وهم يتوجهون للمواقع المتضررة مصطحبين معهم كاميرات تلفزيونية وفوتغرافية وطلب بعضهم من زملائنا "تمثيل" الحصول على مساعدات من أجل التصوير ، لكن الذين طلب منهم "التمثيل" رفضوا المشاركة في رسم صورة مزيفة. وذكر عبدالعزيز الفهيد : إن وقوفهم على محاولات "المراءاة" من قبل بعض قادة الجمعيات التطوعية ورجال الأعمال ، جعلهم يعيدون النظر في قراءة المشهد على أرض الواقع ، في الوقت الذي انضم للتطوع من أجل غوث المنكوبين في جدة شبان كثر ينتمون لأسر غير سعودية وآخرين لا يدينون ب(الإسلام) ، في الوقت الذي راح فيه أبناء الوطن من رجال أعمال وغيرهم ينشدون الظهور إعلاميا بالصعود على "ركام الدمار" الذي أثمر عن 121 قتيلا وعشرات الأسر المشردة . احمد فقيه وفي الوقت الذي شكا فيه قادة العمل التطوعي الذين لا ينتمون لجمعيات خيرية رسمية ، تكسب آخرين ممن ينتمون لجمعيات رسمية من الحدث إعلاميا ، تحدث آخرون عن وجه آخر من أوجه الاستغلال "السيء" للكارثة على حد وصفهم .. فقد تحدث الناشط التطوعي أحمد فقيه ل (عناوين) عن استغلال تجار من فئات مختلفة للكارثة برفع الأسعار لبعض منتجات المواد الغذائية حيث ارتفع سعر الحليب من ( 4 ريالات إلى 6 ريالات ) ، وهو مثال من بين عشرات الأمثلة التي تشهدها أسواق جدة خلال هذه الأيام .. واستدرك قائلا .. " للأسف فإن هؤلاء لا يفكرون أن المتضررين هم أهلنا و أبناء بلدنا ويجب أن نساعدهم بدلا من أن نرفع الأسعار عليهم. وأضاف فقيه : " تفاجأنا أيضا بتوريد أغذية وأدوية ومساعدات من قبل رجال أعمال تحمل تواريخ منتهية الصلاحية نتج عنها حالات تسمم لبعض الأسر المنكوبة" .
وذكر فقيه أنه في هذه الأثناء التي تكالب فيها بعض من "أنعم الله عليهم" لاستغلال الكارثة ، راحت أسر منكوبة تتعفف عن السؤال ، بل أن كثيرا من تلك الأسر باتت تعلن صراحة أن لديها ما يكفيها وهي تطلب من زملائنا المتطوعين توفير ما جلبوه لأسر أخرى قد تكون أكثر حاجة منها للمساعدات ، واصفا تلك المواقف باللحمة بين أفراد المجتمع السعودي.، مشيرا إلى أن عائلة مكونة من ( 16) فردا اكتفت أكثر من مرة بوجبات تكفي ل ( 4 أشخاص ) فقط من باب "الإيثار" ، وروى أن سيدة طاعنة في السن شكرت فريقا من المتطوعين على ما وفروه لها من مساعدات وأعادتها إليهم بحجة أن لديها ما يكفيها.