أوضح وكيل شؤون الأرصاد في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سعد المحلفي، أن الرئاسة قامت بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بإجراء دراسة تحت مسمى (البرنامج الوطني لإدارة السيول والفيضانات)، بالاستعانة بشركات أجنبية لها خبرة في هذا المجال ونفذت دراسات مماثلة في دول أخرى تشابه في جغرافيتها أراضي المملكة، لافتا ل «عكاظ» أن الدراسة تهدف للاستفادة من مياه السيول والفيضانات باعتبارها مصدرا طبيعيا للمياه وكذلك إدارة الأودية. وكشف الدكتور المحلفي عن وجود مؤشرات للتغير المناخي في وسط البحر الأحمر يؤثر على مناخ محافظة جدة، مبينا ل «عكاظ» أن المملكة تشهد تطرفا في المناخ أسوة بباقي العالم، حيث يظهر منه نوعان، الأول شدة الجفاف الذي نلاحظه، مقابل شدة العواصف الرعدية، التي تتكون في زمن قصير، وتؤدي إلى هطول أمطار غزيرة، ويعد هذا من مظاهر التطرف المناخي. وأوضح المحلفي، أن بصمة التغير المناخي أصبحت واضحة على وسط البحر الأحمر، استدعى إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية حول هذا الموضوع لتفادي آثارها مستقبلا. وقال المحلفي «إن آثار التغير المناخي تختلف من منطقة إلى أخرى، فمن آثاره على المملكة، حسب ما بينت الدراسات، تعاقب موجات الجفاف التي ستؤدي إلى زيادة العواصف الرملية وزحف الرمال وأثر ذلك على المياه المتجددة والغطاء النباتي وموطن الحياة البرية». وألمح إلى أن الدراسات العلمية بينت أن الظواهر الجوية الأخرى مثل العواصف الرعدية والأعاصير قد تشتد عند حدوثها، وسوف يكون هناك تغير في نمط هطول الأمطار، وهذا ما شهدناه في السنوات الأخيرة، فقد تعاقبت موجات جفاف عديدة على معظم مناطق المملكة، وكان لها آثار على الغطاء النباتي وقطاعي الزراعة والرعي ونضوب المياه الجوفية المتجددة. وشدد وكيل الرئيس العام لرئاسة الأرصاد والبيئة لشؤون الأرصاد، على ضرورة تحديد المناطق الحرجة لمعرفة مدى تأثير الأمطار عليها ومنعا لتكرار الكوارث على مناطق أخرى. وحول التقارير العالمية التي تنبه من موجة تقلبات مناخية ستشهدها جدة خلال الفترة المقبلة، قال المحلفي: تتعامل الأرصاد مع كل المؤشرات المناخية أولا بأول، ويتم بث تقارير الطقس على مدار الساعة، وفي حالة وجود أي تقلب مناخي كبير يتم التحذير عنه قبل 48 ساعة حتى تتخذ كافة الجهات احتياطاتها وتدابيرها الاحترازية، وهذا ماحدث في الأمطار الأخيرة وهو ما نجم عنه قلة الوفيات مقارنة بوفيات العام الماضي. وحذر المحلفي من احتمالية تلوث المياه في بعض الأحياء نتيجة اختلاطها بمياه الأمطار أو الصرف الصحي، وهو ما يستدعي ضرورة اتخاذ الحذر في التعامل مع هذه المياه، ولا سيما الأطفال الذين يندفعون ببراءتهم إلى تناول هذه المياه عبر الصنابير مباشرة. وكشف المحلفي أن هناك 33 مرصدا في المملكة تعمل على رصد المناخ، فيما توجد 60 محطة رصد أوتوماتيكية غير مأهولة موزعة في المملكة تعمل على رصد المعلومات البيئية للأجواء في المملكة، وكل هذه المحطات والمراصد تشكل منظومة أرصادية في متابعة المناخ وأحوال الطقس، ينبني عليها إجراء الدراسات والأبحاث للاستفادة منها بشكل عام.