أوصى اللقاء العلمي الثالث لكلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز بضرورة وضع سياسات وطنية للحد من آثار التغير المناخي على المجتمع والبيئة تتمثل في إجراء دراسات علمية معمقة للتغير المناخي وتقييم آثاره، والتعرف على المناطق والفئات المجتمعة الأكثر هشاشة وأكثر عرضة لآثاره السلبية، وذلك من خلال المراكز البحثية والجهات ذات العلاقة، مطالبًا بتقديم الدعم والمساندة لجميع البحوث والدراسات في هذا المجال. وأكد أهمية عمل استراتيجيات للتكيف مع آثار التغير المناخي على أن تعد من قبل جميع الجهات الحكومية والخاصة، وضرورة تبني الجهات الحكومية والخاصة سياسات للتكيف مع التغير المناخي والعمل بها، ومنها الاهتمام بزيادة الدفاعات ضد الفيضانات وبناء السدود الصغيرة واستغلال مناطق تخزين المياه بما فيها النظم الطبيعية وتحسين البنية الأساسية الخاصة بتجميع وتوزيع المياه، وعمل منظومة إنذار مبكر تشترك فيها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بحيث تعطي تحذيرات آنية للتغيرات في الطقس والمناخ من خلال إنشاء محطات رصد جوي وبحري في الخليج العربي والبحر الأحمر، بالإضافة إلى زيادة الوعي الإعلامي للمواطنين والمقيمين من خلال جميع وسائل الإعلام. أوضح الدكتور منصور المزروعي رئيس قسم الأرصاد بالجامعة والمشرف على مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بالجامعة، خلال اللقاء الذي عقد يوم أمس الأول، تحت عنوان “التغير المناخي وتأثيره على البيئة البحرية”، تحت رعاية مدير الجامعة الدكتور أسامة صادق طيب وحضره نيابة عنه الدكتور عدنان بن حمد زاهد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، أكد أن العالم يشهد تغيرًا مناخيًا ملموسًا على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأن المملكة ليست بمعزل عن هذا التغير، حيث لوحظ تغير في أنماط الأمطار بالإضافة إلى تطرف مناخي تمثل في ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة وزيادة موجة الجفاف. وكشف د. المزروعي أنه من خلال تحليل نتائج تحليل النماذج المناخية نجد أن المناطق الشمالية للمملكة قد تكون معرضة للجفاف وقلة أمطار نسبية، بينما تشهد المناطق الجنوبية بإذن الله تعالى زيادة نسبية في كميات الأمطار. وذكر أيضا أنه لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة في نشاط البحر الأحمر قد يكون له دور كبير في حدوث الحالات المتطرفة للأمطار على المنطقة الغربية. وأوضح رئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز أن مؤشرات التغير المناخي بالمملكة تمثلت في ارتفاع كبير في درجات الحرارة، فترات طويلة من الجفاف، تغير في تكرار وشدة الأعاصير خاصة على جنوب الجزيرة العربية، تطرف مناخي تمثل في شدة العواصف الترابية، شدة العواصف الرعدية، وموجات الحر الشديدة. وشمل اللقاء العلمي عدة محاضرات ألقاها كل من الدكتور سلطان اللهيبي، الدكتور عبدالله الصبحي من كلية علوم البحار عن (كيف ينبغي أن ينظر علماء البحار إلى التغير المناخي)، الدكتور زياد حمزة أبو غرارة الامين العام للهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن عن (استراتيجية وبرنامج الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن للكتيف مع التغير المناخي)، الدكتور جمس لوتن من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عن (دور المحيطات في تغير المناخ).