من الرياض، وفي كل مدينة وقرية في المملكة يعتصر قلوبنا ألم من مصاب مدينة جدة الأليم، وهو قدر الله الذي لا يرد، وحيث إن هذه هي المرة الثانية التي يغمر الطوفان أودية جدة بمن فيها، ويتسبب بالخسائر الفادحة في الأرواح، والأموال، مع أنه تم اتخاذ احتياطات كبيرة، ورفعت الجهات المسؤولة حالة التأهب في قطاعات الدولة إلى (الدرجة القصوى)، فما زالت تداعيات الحدث تتوالى، وتغمرنا حزنا لحال إخواننا المواطنين والمقيمين هناك، من الذين فقدوا الأهل، والمأوى، والمال. نحن لا نستطيع رد قضاء الله، وليس هذا الوقت وقت حساب التقصير والأخطاء في المصاب، فالمطلوب الآن وقفة وطنية كاملة من قبلنا في كل المدن والقرى تآزرا مع المصابين، ومن فقدوا الأهل، والأموال لتخفيف آثار هذا المصاب الجلل عنهم، هذا قبل البدء بدراسة ملابسات هذه الكارثة من جديد، وتقصي أسبابها غير الطبيعية، لأن المرحلة الآن هي مرحلة تخفيف آثار الكارثة لتعود الحياة لطبيعتها، ولنثبت تلاحما وطنيا مع بعضنا البعض، فالوطن مصابه واحد، ومن لا يحس بأطراف جسده فهو ميت مشلول الإحساس. الملك عبد الله يحفظه الله بادر في يوم الكارثة لتحذير المقصرين من المسؤولين عن أداء الواجب، وحذر من التقصير، وشباب من الرياض، وباقي المدن تنادوا للتطوع بجهدهم للوقوف مع إخوانهم في تلبية الحاجات الضرورية، وما زالت الأجهزة الحكومية بكل ثقلها في الميدان، وما بقي سوى تجنيد القوى الوطنية، وتنظيم تبرعات عاجلة تساعد مواطني جدة، وما حولها من المناطق المتضررة على تجاوز الكارثة بأسرع وقت ممكن، مع أن الملك يحفظه الله أمر وزير المالية بالصرف المباشر في كل ما يلزم لتخفيف تأثير الكارثة. قد تكون الحالة الأولى التي نطلب من الجميع التآزر، وقد يكون بعض ما يأتي هو جهد المقل، ولكن على الجميع في كافة أرجاء المملكة التضامن وطنيا مع الحدث، فالكوارث ليست خاصة بمدينة، ولا قرية عن غيرها، وجبر عزاء المصاب، ومد أبناء الوطن بالدعم المادي والمعنوي عمليا على أرض الواقع خير من مجرد الكلام، هذا وطننا، وهذه مدينتنا المصابة، غفر الله للمتوفين الغرقى الشهداء، وألهم ذويهم الصبر والسلوان. تعاوننا في تخفيف المصاب بمد العون المادي سيساعد كثيرين على تجاوز آلامهم، فدعونا نثبت وقفة وطنية صادقة، وهذا رجاء للجهات الرسمية المعنية من إمارات المناطق، والمحافظات، والمراكز بالعمل على تأسيس عمل وطني مشترك من أجل جدة يكون بادرة للتضامن الوطني الإنساني. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة