جميل أن يتم الربط بين استخراج شهادة الميلاد واستكمال التحصين الأساسي ضد الأمراض التي تهدد سلامة الأطفال، والأجمل أن تأتي النتائج مطمئنة ومبهجة باتجاه اجتثاث أمراض تحدق ببراعم باسقة لتحيلها إلى حالات معوقة أو عليلة، لنأخذ مثلا مرض شلل الأطفال الذي كان وقبل أعوام مضت على قاب قوسين أو أدنى من أن يكون أثرا بعد عين ولولا ظهور حالات في مواقع معينة حول العالم تعاني من نقص الخدمات الطبية وغياب الوعي الصحي لكان لدحر المرض شأن آخر. وكما حدث مع مرض (الجدري) في حقبة مضت، ولعلنا نتذكر وجود التحصين ضد الجدري في أول قائمة التطعيم الأساسية. وبعد أن تم القضاء على الجدري وسجل الطب الوقائي انتصارا على مرض وبائي شرس يتربص بالبشر وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية سيلحق بالجدري أمراض (الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف) كلها على التوالي، حيث تحدد موعد أقصاه العام 2010م لخلو منطقة الشرق الأوسط تماما من تلكم الأمراض. وبما إن عام (2010) قد انقضى فلم يظهر حتى تأريخه ومن أي منظمة طبية أو مصدر موثوق ما يؤيد واقعية هذا الفتح الطبي المنتظر. ولكن من المؤكد أن وزارة الصحة قد جندت وتجند إمكاناتها بصفة دائمة لمتابعة سلسلة التطعيم ضد مختلف الأمراض المعدية كما هي معالجة الأمراض الوراثية أيضا وذلك للطلاب بنين وبنات من خلال المؤسسات التربوية ومراكز الرعاية الأولية، حيث يشكل ما نسبته 95 في المائة من الشريحة المستهدفة ما يزيد على نصف مليون طالبة وطالب. ولعل النهج الذي اختطته وزارة الصحة في المواءمة بين إصدار شهادة الميلاد واستكمال إجراءات التحصين الأولي قد آتى ثماره وبدت نتائجه واضحة جلية. وكما تحقق لمشروع (الفحص قبل الزواج) من نجاحات ظهرت وستتجلى في الزمن الآتي في تجنيب المجتمع قائمة من ويلات ولادات معتلة إثر تفاعلات أمراض الدم الوراثية. بقي أن نشير ولعله ومن المناسب أن تتم التوأمة بين بطاقة الأحوال والحصول على الحد الأدنى من حصيلة تعليمية، مع العلم إن السن المقرر للحصول على بطاقة الأحوال هو الخامسة عشرة سنة وغالبا ما نجده في طلاب الصف الأول الثانوي لكن هذا لا ينفي وجود حالات تسرب أو انقطاع أو ربما حرمان من مواصلة التعليم والأسباب كثيرة في هذا الشأن. فالأنسب والحالة هذه أن يتم الربط بين إصدار بطاقة الأحوال والمؤهل التعليمي أيا كانت مرحلته وأقله شهادة محو الأمية، لا سيما ونحن نسير في برنامج (مجتمع بلا أمية) وبعد أن فرغنا للتو من فعاليات مؤتمر «الجودة الشاملة للتعليم» حتى يتم استيضاح الموقف التعليمي لكل من يحصل على بطاقة الأحوال المدنية وكما هو الحال في شهادة التطعيم الأساسي تكون شهادة المرحلة الدراسية فنضمن على الأغلب انحسار التسرب التعليمي والقضاء على أمية ما هو قادم من الأجيال، والله المستعان. أحمد مكي العلاوي