جندت وزارة الصحة أكثر من عشرة آلاف موظف من أطباء وممرضين وفنيين بمعدل ثلاثة آلاف فرقة عمل لتنفيذ برنامج (استكمال التحصينات الصحية لطلاب الصف الأول الابتدائي بكافة مدارس المملكة للبنين والبنات). واوضح وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور خالد الزهراني في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في القاعة الرئيسية بديوان الوزارة بالرياض أن الوزارة ممثلة في الوكالة المساعدة للطب الوقائي رفعت ميزانية برنامج التحصين الموسع من 120 مليوناً إلى أكثر من 400 مليون ريال مؤكداً أن الوزارة تولي الأطفال اهتماماً كبيراً بهدف إيجاد جيل سليم معافى من الأمراض الوراثية والمعدية وذلك من خلال رصد عشرات الأمراض بعضها وراثي وآخر استقلابي. وبين الدكتور الزهراني أن الوكالة المساعدة للطب الوقائي بدأت في تنفيذ هذا البرنامج من خلال ثلاثة برامج رئيسية تمثلت في برنامج الفحص الطبي قبل الزواج الذي يحفظ الذرية وبرنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة وبرنامج التحصين الموسع الذي بدأ تنفيذه قبل 24 شهراً ويستهدف أكثر من 16 مرضاً . وأكد أن برنامج التحصين الموسع يعتبر من البرامج القوية على مستوى الإقليم مبيناً أن الوزارة أحدثت في الآونة الأخيرة طفرة (2007/2008م) حيث تم إدخال تطعيم التهاب الكبدي (أ) وتطعيم العنقز، وتطعيم الحصبة المفرد في الشهر التاسع بالإضافة إلى إدخال تطعيم شلل الأطفال عن طريق الحقن بدلاً عن الفم بجرعة واحدة وتطعيم المكورات العقدية مما أدى إلى إحداث ثورة في التحصينات ورفع ميزانية التحصين إلى أكثر من 400 مليون ريال. مما جعل المملكة تضاهي الدول المتقدمة في هذا المجال وخاصة نسبة التغطية وعدد التحصينات والأمراض التي تستهدفها. وأشار وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي إلى أن برنامج استكمال التحصين الذي انطلق مطلع هذا الأسبوع في جميع مدارس المملكة يهدف إلى ضمان إزالة الحصبة التي بلغ عدد حالات الإصابة بها نهاية عام 2006 وبداية العام 2007م أكثر من 5000 حالة في المملكة حيث نفذت الوزارة الحملة الوطنية لمكافحة الحصبة من (9 شهور إلى 18 سنة) وهي أكبر حملة نفذتها الوزارة في برنامج التطعيمات لضمان إزالة المرض كما يهدف البرنامج إلى ضمان الوصول إلى أعلى معدل للتغطية التحصينية وأنه على الرغم من ربط التحصين للفئات العمرية أقل من 12 شهراً بشهادة الميلاد حيث تستهدف الوزارة الوصول إلى معدل أكثر من 95 في المائة لضمان إزالة المرض حيث تركز الوزارة على الجرعات الأساسية المتمثلة في الثلاثي الفروسي (الحصبة والجرعات التنشيطية المتمثل في شلل الأطفال والثلاثي البكتيري). وأكد الدكتور الزهراني أن التغطية التحصينية للفئة العمرية أقل من 12 شهراً كانت ضعيفة على الرغم من ربطها بشهادة الميلاد وليست على المستوى المأمول لذا تم إطلاق برنامج استكمال التطعيمات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتغطية أمراض الحصبة، الحصبة الألمانية، والنكاف، والبكتريا والسعال الديكي، والكزاز الوليدي وشلل الأطفال مبينا أن الاستمرار في التحصين ضد الحصبة يهدف للحفاظ على خلو المملكة من هذا المرض حيث يفد للمملكة الحجاج والمعتمرين مما يجعلها عرضة للمرض. وبالتالي ستستمر المملكة في مكافحة المرض حتى خلو العالم من المرض. وأبان الزهراني أن الحملة الوطنية لمكافحة الحصبة ساهمت في خفض حالات الإصابة من 5000 حالة العام الماضي إلى (150) حالة وأن الوزارة ستحرص على تطبيق هذا البرنامج سنويا في حال ثبوت نجاحه. وتوقع الزهراني أن تخلو المملكة من مرض الحصبة بحلول عام 2010م كدولة سباقة في هذا المجال وذلك على غرار شلل الأطفال.