• أعاني دائما من جلد الذات والتفكير السلبي والعيش في الماضي حتى فقدت الثقة بنفسي، وأنا الآن مقبل على الزواج ولدي خيارات كثيرة لم أستطع تحديد المناسب لي منها، فأنا صفاتي صفات المحبط المكتئب عجز وكسل ولا مبالاة وتردد وعدم حسم للأمور ومتخرج من الجامعة بتقدير جيد وأمي تذكر لي بنات متفوقات متدينات تريد أن تخطب واحدة منهن لي ولكنني لا أستطيع اتخاذ القرار المناسب لأنني أشعر بالنقص أمامهن فما الحل في رأيك؟ باسم تبوك الحل يكمن في علاج السبب الحقيقي لمشكلتك، وهذا السبب تطرقت إليه في رسالتك في أسطرها الأولى، فأنت تجلد ذاتك وتعاتبها وتعيش في الماضي مع يقينك بأنه ما من شخص واحد على سطح هذه الأرض يملك القدرة على استعادة الماضي وإصلاحه، فالماضي ذهب بكل ما فيه وبكل من فيه، لذا أنت بحاجة ماسة للوقوف عند هذه الحقيقة، والتفكير بها جيدا، مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة أخرى لا تقل أهمية عنها، وهي أنك بجلد ذاتك والوقوف عند الماضي تضيع الحاضر وهو الوقت الوحيد الذي تستطيع أن تتحرك به، فلا أنت بتمحورك حول الماضي قادر على إصلاحه، ولا أنت وظفت الحاضر توظيفا جيدا لمصلحتك، وفي النهاية خسرت الماضي والحاضر، إضافة إلى أنك بإضاعتك للحاضر فأنت تضيفه للماضي ليصبح العبء عليك ثقيلا، لذا فإن حل مشكلتك يكمن في المصالحة مع نفسك والإقبال عليها والتسامح معها، لأنك بدون هذا التسامح ستبقى متحاملا على نفسك ومضيعا للوقت الحاضر في هذا التحامل والجلد والكره لها، علما بأنك لا تملك إلا ذاتك، لذا أرجو منك التوقف عن الاستمرار في السير باتجاه معاداة نفسك وكراهيتها، واستبدل ذلك بمسامحتها، وتذكر أن الله عز وجل تسامح مع رجل قتل 100 نفس فقط لأنه امتلك النية الصادقة في التوبة وبادر بالسير نحو القرية التي بها أناس صالحون واعتبر رب العالمين بداية سيره بمثابة الشروع في العمل الصائب والصحيح، أما عن التطبيق العملي للعلاج فيبدأ بمراجعة أحد الاستشاريين النفسيين والتحدث إليه بصراحة وعندها ستجد نفسك قد وضعت قدميك في بداية العلاج الصحيح لمشكلتك، لكنني أيضا أنصحك بأن لا تقدم على الزواج قبل أن تشرع في علاج هذه الأفكار التي تحملها حتى لا تضاعف مشكلتك بوجود امرأة في حياتك قد تزيد عبئك ثقلا بدل أن تكون عاملا مساعدا لك على الخروج من الأزمة.