حذر عضوان في هيئة كبار العلماء من بعض الرسائل التي تصل عبر البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت والتي تطالب المسلمين بالتصويت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كأكثر شخصية عالمية أو تداول بعض الإيميلات التي تحوي بعض الأدعية ونشرها تحت شعار «انشر تؤجر». مشيرين إلى أنه يجب التثبت من حقيقة هذه الرسائل الإلكترونية قبل نشرها أو الدخول والتصويت عليها جاء ذلك على خلفية اكتشاف هندي يكسب الملايين عبر خداع المسلمين ليصوتوا للنبي محمد والفضل يعود لرسائل «انشر تؤجر». وقال ل «عكاظ» عضو هيئة كبار العلماء عضو مجلس القضاء الأعلى الدكتور علي بن عباس الحكمي «يجب على المسلمين عدم الانصياع لهذه الرسائل لأنها تحولت كأداة للتكسب من خلالها التندر ببعض المسلمين الذين ينساقون إليها». ورأى الحكمي أن البعض سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين يستغلون الجانب العاطفي لدى المسلمين ويلعبون على هذا الوتر الحساس، خصوصا أن المسلمين سيتعاطفون مع مثل هذه الرسائل والتي تدعو للتصويت للرسول كأفضل شخصية عالمية أو غيرها من الطرق التي ظهرت في المواقع الإلكترونية، مؤكدا أن دافع انجذاب المسلمين نحو هذه الأمور كبير كونها تستنهض هممهم في الدفاع عن الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم والرفع من مكانته بجانب شخصيات لا تشكل أهمية بجانبه، مبينا أن مصدر تعاطف الناس مع هذه الرسائل ديني وعاطفي بالدرجة الأولى. ولاحظ الحكمي أن بعض أصحاب المواقع يستغلون جزئية «انشر تؤجر» بنشر هذه الإيميلات والدعوة لإرسالها بواسطة هذه العبارة لكنهم في الحقيقة يستغلونها لجلب أرباح عبرها مثلما فعل الشخص الهندي. ولفت الحكمي إلى وقوع المسلمين في مصيدة لأمثال هؤلاء جعلهم في موقف التندر والضحك عليهم وهي أمور غير لائقة بنا كأمة، ودعا الحكمي المسلمين إلى ضرورة التثبت قبل المشاركة في التصويت أو إرسالها للآخرين، مطالبا بأن يكون المسلم فطنا وذكيا وألا يجعل نفسه عرضة ومستغلا ومجالا للتندر به، مطالبا كل شخص يصله مثل هذه الإيميلات أن يتحقق وأن لا يرسل للآخرين إلا إذا غلب ظنه أن الخبر صحيح وليس وسيلة للتلاعب. وعد حصد الأرباح من مثل هذه الطرق بأنها حرام شرعا، وأنه أمر غير جائز إطلاقا الكسب المادي من وراء استعطاف الناس بمثل هذه الطرق التي توظف الدين في أمور ربحية، وشدد الحكمي على أن هناك وعيدا شديدا بحق من قاموا بمثل هذه الأعمال ووظفوا الدين لمصالح التكسب والربح كما جاء في الأحاديث النبوية. من جانبه يؤكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك أن بعض الإيميلات التي تأتي برسائل تخويف للناس وتحمل شعار انشر تؤجر وغيرها تعتبر من الكذب الذي نهت عنه الشريعة، مبينا أن هذا الدين قوامه ملاءمة الفطرة بنبذ ما يضادها من الكذب والخرافة، وتساءل المبارك «كيف نضع فيه ما يناقض مقصوده، فهذا أشبه بمن يخوف أولاده من الكذب بكذبة يحكيها عليهم؟!»، موضحا أن العلماء قد حذروا من ذلك، كما نص عليه الإمام الغزالي (رحمه الله تعالى) بقوله: ويؤدي فتح بابه إلى أمور تشوش الشريعة. وحول دور العلماء وهيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية للتصدي لهذه المشكلة قال المبارك «الأمر أهون من أن يحال إلى مجمع فقهي، فحكم هذا العمل من الأمور المعلومة بداهة، وشأن العلماء تبصير الناس بحقائق الدين التي منها الصدق والوضوح والأخذ بما دلت عليه البراهين الواضحات كما قال تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم إِن السمع والْبصر والْفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)». وكان رجل هندي قد أطلق موقعا على الإنترنت يستغل عاطفة المسلمين وحبهم لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ليقوموا بالدخول للموقع والتصويت لأفضل شخصية عالمية حيث ادعى ضمن رسائله التي أطلقها عبر البريد الإلكتروني أن الموقع يدير تصويتا عالميا ستنشر نتائجه في القنوات التلفزيونية يوم 11/1/2011 م، وتستند المسابقة على طلب التصويت لأفضل رجل في التاريخ التصفيات النهائية بين 10 شخصيات منهم النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم Muhammad رقم 8 التصويت.