يخدم سكان الجعرانة في مكة مركز صحي متهالك منذ 35 عاما، تنسج حوله القصص وتنطلق منه الأسئلة. فالمركز البسيط كبساطة سكان الجعرانة، تحيط به المياه الآسنة من كل الجهات ومقر سكن الممرضين حكاية أخرى وممرات المركز دهاليز متعرجة. حين حلم الأهالي بمركز جديد أتى الفرج عن طريق الصحة حينما خصصت أرضا لبناء جديد، لكن عدم تنفيذه قاد أمانة العاصمة المقدسة إلى تأجير الموقع على شركة اتصالات، يا للمفارقة. يقول المراجع عايض المقاطي «المبنى قديم جدا ولايخدم المرضى لقلة الغرف وضعف المساحة إلى جانب عدم وجود قسم للأشعة كما أن غرف الضماد لا تسع سوى لمريض واحد». ويشر المواطن فلحان المقاطي إلى أن المياه الآسنة المتجمعة أمام المركز الصحي «مياه الصرف الصحي الموجودة أمام المبنى كفيله بتضاعف الأمراض». يبين أحد العاملين في المركز الصحي في الجعرانة «نحن نوفر جميع الأدوية والأقسام متوفره عدا الأشعة، وبالنسبة للمياه الآسنة المحيطة بالمركز فهي من مسؤولية بلدية الشرائع». ويضيف «نعاني من وجود مياه الصرف الصحي أمام المبنى منذ عامين تقريبا ورفعنا أكثر من خطاب إلى الشوؤن الصحية، ولم نتلقى ردا وفي الأسبوع الماضي أرسلنا ثلاثة خطابات ونشتكي الآن من حشرات غريبة تتكاثر في ردهات المركز». وعن خدمة المرضى يقول «نوفر لهم جميع سبل الراحة ولكن المبنى لايساعدنا، فمثلا غرفة الضماد ليس بها سوى سرير واحد وعلى المريض الآخر أن ينتظر حتى يشغر السرير». من جهته، أكد مدير مركز صحي الجعرانة فيصل الوجيه، أن المبنى متهالك ولايفي باحتياجات المراجعين «خاطبنا الشوؤن الصحية عام 1425ه لتوفير مستوصف فطلبوا أن نوفر أرضا فخاطبنا الأمانة ووفرنا أرضا تبلغ مساحتها 2000 متر تقريبا في عام 1427ه فخاطبنا الشوؤن الصحية وأبلغناهم بتوفير الأرض فوعدونا بتشييد المستوصف ولم يحدث شيئ فخاطبناهم شفهيا وخطيا ولكن لم يكن هناك تجاوب، وبعد الانتظار الذي دام طويلا استثمرت أمانة العاصمة الأرض عبر تأجير جزء منها على شركة اتصالات فخاطبنا الشوؤن الصحيه قبل البدء في عملية بناء برج الشركة لإيقاف ذلك، فأرسلت الشوؤن الصحية مندوبا ووقف على الموقع ولم تتوقف عملية بناء البرج».