رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية في جدة بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وبمتابعة مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، إلا أن سكان الأحياء الشعبية جنوب المحافظة ما زالوا يعانون من تجمعات المياه الناتجة عن أمطار يوم الخميس الماضي، ومشهد السيارات والشاحنات المحاصرة بالمستنقعات والاشجار المتساقطة بسبب الرياح المصاحبة للأمطار. والمستنقعات المائية التي ما تزال تحاصر منازل الأحياء الشعبية وعمائرها السكنية على السواء، جعلت السكان في حيرة من أمرهم، حيث أربكت حركتهم، وانحسرت عمليات البيع والشراء، فيما تواصلت معاناة الطلاب والطالبات الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على عبور هذه المستنقعات للوصول إلى مدارسهم، وهو ما يعرضهم لتلوث ملابسهم بهذه المياه التي تنذر بكارثة بيئية. كما أن مداخل الأحياء وشوارعها الرئيسة التي كانت تشهد حركة غير عادية اصبحت خالية على غير العادة، لصعوبة التنقل فيها وما لحق بكثير من المركبات من أضرار. «المدينة» وقفت على الوضع داخل أحياء الكرنتينة «بترومين»، وغليل، حيث عبر عدد من السكان عن تخوفهم من تكاثر الحشرات الناقلة للامراض من بعوض وغيره، وطالبوا الجهات المعنية بالنظر في هذا الوضع المأساوي للحي. صعوبة التنقل يقول محمد المسعري وهو أحد سكان الكرنتينة: إننا نجد صعوبة كبيرة في التنقل والعبور داخل الحي بعد إن كانت الحركة فيه تتم بكل يسر وسهولة، وأصبحنا محاصرين من كل الاتجاهات، ونحن لا حول ولا قوة في التعامل مع هذا الوضع سوى أن نلتزم الصمت وننتظر سرعة تحرك الجهات المختصة لتدارك الوضع. ويضيف جمال محمد: أبناؤنا يجدون صعوبة كبيرة في الذهاب الي مدارسهم فليس لهم طريق إلا عبر هذه المستنقعات التي أحاطت بنا من كل الاتجاهات. وفي حي غليل يقول محمد الثعلبي: أصبحنا محاصرين في منازلنا ولا يوجد طريق إلا عبر هذه المياه الآسنة التي الحقت الضرر بسياراتنا، فها هو اليوم الرابع منذ توقف الامطار، والمشكلة لم تنته بعد لإعادة الوضع إلى مجراه الطبيعي. وطالب بإيجاد حلول عاجلة قبل أن تحل كارثة بيئية بسبب انتشار البعوض والحشرات الضارة داخل الحي وحول مستنقعات المياه، على أن يتم النظر في الحلول المستقبلية لمنع تكرار هذه المستنقعات عقب هطول الأمطار، حتى تودع أحياء جدة عامة وجنوبها وشرقها خاصة هذه المشكلة. هل نغلق محلاتنا ؟ ويضيف عبدو عرب وهو من أصحاب المحلات في سوق الكرنتينة الشعبي: حركة البيع في السوق لا تزال متوقفة لليوم الرابع بسبب محاصرة المياة لمحلاتنا وإتلاف بعض البضائع، ولم يعد أمامنا من حل سوى إغلاق محلاتنا حتى تنتهي المشكلة. وزاد: عمال الشفط يقومون بشفط المياه من الأماكن غير المأهولة بالسكان ويتركون المواقع الأهم مثل السوق الشعبي وشوارع الحي. بدوره قال وليد الجيزاني: يجد الطلاب والطالبات صعوبة كبيرة في الوصول إلى مدارسهم، خاصة الطالبات حيث يجدن أنفسهن مجبرات على المرور وسط هذه المياه رغم وجود النفايات والاوساخ داخلها، فضلا عن الحفر المغمورة بالمياه مما يعرضهن للسقوط في هذه المياه الآسنة. ويتواصل الحديث على لسان (أبو عيسى) قائلا: تركت سيارتي وسط هذا الوحل بعد تعطلها ولم أجد طريقة لإخراجها سوى الانتظار حتى تصريف المياه التي تحاصرها. وهذا هو حال كثير من سيارات الحي ونحن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله وليس أمامنا سوى الانتظار والصبر.