حي القريات كغيره من أحياء جنوبجدة المنسية يئن حاليا تحت وطأة مشاكل لا تحصى ولا تعد، وإن تضاعفت حدتها مع حلول موسم الأمطار.. مستنقعات تفوح منها روائح كريهة، ونفايات متراكمة هنا وهناك، تهدد جميعها بكارثة بيئية ما لم تسارع الجهات المعنية لاحتواء الوضع. وفيما تحاصر المستنقعات المائية سكان الحي من كل جانب متسببة في عرقلة الحركة بين أزقته الضيقة، استمر الوضع على ما هو عليه رغم مرور حوالى أسبوع على الأمطار الأخيرة وسط صمت تام من أمانة المحافظة وكأن الأمر لا يعنيها، بل ازداد الوضع سوءًا في ظل غياب خدمات النظافة لتتراكم النفايات وتختلط بوحل هذه المستنقعات، وهو ما حدا بالجميع إلى قرع أجراس الإنذار محذرين من خطورة الموقف في هذا الحي الشعبي. “المدينة” ترصد الوضع ميدانيًا “المدينة” قامت بجولة ميدانية للوقوف على وضع الحي في ضوء استمرار مطالبة سكانه بإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية بعد أن يئسوا من انتظار الأمانة، على أمل إيجاد حل لمعاناتهم مع هذه المستنقعات التي تحاصر شوارعهم ومنازلهم وتعوق حركتهم، وما تبثه من روائح كريهة تزكم الأنوف، إضافة إلى أهمال عمال النظافة لمهامهم في ظل غياب أي رقابة عليهم. وتأكيدًا لما قاله السكان لم تلحظ “المدينة” خلال جولتها التي بدأت عند الساعة العاشرة والنصف صباحا واستمرت ساعة كاملة، أي تواجد لعمال النظافة في الحي بل سجلوا غيابا تاما طوال هذه الفترة. “الحي المنسي” يقول كل من علي بلحوه، ومحمد عبدالله: نحن نعاني من تجمع المستنقعات المائية داخل الحي بعد أمطار يوم الجمعة الماضي، ومع مرور الأيام أصبحت تفوح منها روائح كريهة بسبب ركود المياه وتجمع النفايات حولها وتكاثر الطحالب المائية فيها. وأضافا: ما نخشاه حدوث كارثة بيئية تهدد سكان هذا الحي الذي أصبح منسيا من قبل أمانة جدة -حسب قولهما. ويضيف جمال درويش وسعيد غالب: إضافة إلى تجمع المياه التي أعاقت حركتنا والحقت اضرارا كبيرة بمركباتنا، نعاني كذلك من غياب النظافة في الحي، ونحن نطالب الامانة بتشديد الرقابة وتكثيف جهودها من أجل التخلص من هذه المستنقعات المائية والنفايات المتراكمة. وتساءل كل من عبدالرحمن علي وفهد القرني عن سر بقاء هذه المستنقعات إلى هذا الوقت رغم مرور عدة أيام منذ أمطار الجمعة، وما نخشاه أن تحل بالحي كارثة صحية وبيئية بسبب هذه المستنقعات الراكدة التي لا يعلم الاطفال بخطورتها، فضلا عن انتشار البعوض وغيره من الحشرات مهددة بتفشي الأوبئة. -------------------- “الأمانة”: أعمال الشفط مستمرة أوضح المركز الاعلامي لأمانة محافظة جدة أن العمل متواصل ليلًا ونهارًا لشفط المياه المتراكمة في جميع أحياء وشوارع جدة، وهنالك أكثر من 60 ناقلة قامت بشفط ما لا يقل عن 3000 رد من المياه، كما تم توفير 23 مضخة بمختلف المقاسات وأربعة كومبرسورات لتعزيز أعمال الشفط، إضافة إلي توفير اربع مكانس بمنطقة خزام والتي تغطي عددا من أحياء جنوبجدة: (القريات، الكرنتينة، غليل، مدائن الفهد، والنزلة)، كما تم توفير 15 شيولا صغيرا و10 قلابات وسحابين، مع العلم بأن خدمة تفريغ الحاويات منتظمة ومراقبة آليًا، وكذلك الحال لتواجد عمالة المقاول للقيام بأعمال النظافة والتقاط المبعثرات المتواجدة داخل الحي، وذلك ضمن الخطة التشغيلية العادية. وطالب المركز السكان بالاهتمام بوضع المخلفات في الاماكن المخصصة لها وهي الحاويات التي تم توفيرها في الحي.