سعادة رئيس تحرير صحيفة عكاظ الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إشارة إلى المقال المنشور في صحيفتكم في العدد رقم 16213 الصادر في 12/2/1432ه بقلم الكاتب الأستاذ/ خلف الحربي في زاويته (على شارعين) بعنوان «أغلقوا هذا المستشفى»، حيث أشار الكاتب إلى أن أقارب المتوفى أخبروه بأنهم حينما ذهبوا إلى الشؤون الصحية في محافظة جدة للشكوى ضد أحد المستشفيات الخاصة التي توفي فيها قريبهم تعرضوا لمماطلة واضحة تمثلت في اعتراض المدير المسؤول على معروضهم الأول لعدم قناعته بالاتهامات الواردة فيه، بالإضافة إلى طلب المسؤول توكيلا شرعيا من المتقدمين بالشكوى ... إلخ، عليه نود أن نوضح لسعادتكم ولقرائكم الأفاضل ما يلي: 1 لقد حضر شقيق المتوفى إلى إدارة المتابعة الفنية بصحة جدة وطالب في شكواه بتشكيل لجنة طبية شرعية من إدارة الطب الشرعي لتشريح الجثة والإفادة بتقرير طبي يوضح سبب الوفاة، وهذا ما دعا المسؤولين في هذه الإدارة إلى توضيح الأمر للمدعي بأن هذا النوع من الشكاوى يتم تقديمه في الشرطة فهي الجهة المخولة بطلب تشريح الجثة وإحالة الشكوى إلى الطب الشرعي حسب النظام، كما تم توضيح دور إدارة المتابعة الفنية الذي ينحصر في متابعة القضايا المتعلقة بالأخطاء الطبية والتقصير والإهمال في علاج المرضى، ولم يقتنع المدعي بهذا التوضيح واعتبره مماطلة من الإدارة في البت في دعواه. 2 بعد اقتناع أخي المتوفى بهذا التوضيح تم أخذ إفادته على النموذج المخصص بالشكاوى الخاصة بقضايا الأخطاء الطبية والتي تختص بها إدارة المتابعة الفنية، وعلى الفور بدأت الإدارة باستكمال إجراءات القضية. 3 بالنسبة لموضوع طلب التوكيل الشرعي من المدعين، فهذا الأمر يعد من الأنظمة واللوائح المتبعة في مثل هذه الأمور، حيث يطلب من المدعي في حالة وفاة المريض إحضار وكالة شرعية وصك حصر الورثة من المحكمة. ومع ذلك تم البدء في الإجراءات الرسمية وتحويلها إلى الجهات المختصة بأسرع وقت ممكن، على أن يقوم المدعي بتوفير هذه الطلبات في وقت لاحق لكي تكتمل أركان القضية حسب ما تقتضيه اللوائح والأنظمة المعمول بها. 4 في نفس اليوم الذي تقدم فيه المواطن بشكواه تم اتخاذ الإجراءات الفورية لمنع سفر المدعى عليهم في القضية وقد تم تسليم خطاب منع السفر من قبل الطبيب المسؤول عن القضية إلى المدير الطبي للمستشفى المعني في تمام الساعة الواحدة النصف من ظهر يوم 16/2/1432ه وهو نفس يوم استلام الشكوى، وقد أبلغتنا إدارة المستشفى فيما بعد بأن الطبيب المدعى عليه قد غادر المملكة في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء نفس اليوم الذي تسلمت فيه خطاب المنع وذلك حسب استمارة الجوازات للمغادرة، كما تم الحجر على ملف المريض المتوفى بكامل محتوياته وسحبه من المستشفى من قبل الطبيب المكلف بالقضية في نفس الوقت الذي قام فيه بتسليم خطاب منع السفر. 5 تم تشكيل لجنة طبية استشارية مكونة من استشاري جراحة مخ وأعصاب واستشاري أمراض مخ وأعصاب واستشاري تخدير للتحقيق في القضية والإفادة بتقرير طبي مفصل عنها. وقد قامت اللجنة بالاستماع إلى أقوال جميع المعنيين في القضية ومنهم الطبيب المرافق للطبيب الزائر الذي أجرى العملية. 6 بالنسبة للطبيب المغادر هو طبيب استشاري في جراحة المخ والأعصاب وهو طبيب زائر للمستشفى وحسب اللوائح النظامية المنظمة لموضوع الأطباء الزائرين فإن المنشأة الصحية سوف تتحمل كامل المسؤولية وتبعاتها تجاه القضية. 7 خلصت اللجنة الطبية الاستشارية بعد اطلاعها على الملف الطبي للقضية واستماعها إلى أقوال الفريق الطبي والفني إلى ما يلي: أ كان المريض المتوفى (يرحمه الله تعالى) يعاني أعراض ضعف رباعي بالأطراف منذ فترة قصيرة (48) ساعة، وكان قد راجع خلال هذه الفترة مستشفيين خاصين قبل مجيئه إلى قسم الطوارئ في المستشفى الذي أجريت فيه العملية وحدثت الوفاة فيه. وتم تشخيص حالته في أحد المستشفيين السابقين على أنها شلل رباعي أو التهاب مستعرض بالنخاع الشوكي. ب تم تشخيص الحالة في المستشفى المعني بالقضية على أنها حالة ضعف رباعي وتم عمل أشعة رنين مغناطيسي على الفقرات العنقية والظهرية التي أظهرت وجود تجمع دموعي خارج الأم الجافية، وبعد ذلك تم عرض الحالة على جراح المخ والأعصاب الزائر الذي قرر إجراء عملية طارئة للمريض بعد موافقة أسرته. ج بعد انتهاء العملية الجراحية وإفاقة المريض تم وضعه في غرفة العناية المركزة لمدة 10 ساعات مع متابعته المستمرة والاطمئنان من قبل الجراح على درجة وعيه الكاملة وتحسن القوة العضلية في الأطراف، بعد ذلك تم نقل المريض إلى غرفة عادية في قسم جراحة المخ والأعصاب واستمر في حالة الإفاقة الكاملة وثبات العلامات الحيوية طوال اليوم. وفي اليوم الثالث تمت مناظرة المريض من قبل الجراح في العاشرة صباحا واطمأن على درجة وعيه وتحسن القوة العضلية في الأطراف الأربعة وبعد ساعة عاود الجراح مناظرة الحالة وحاول إيقاف المريض خارج السرير ولكن المريض أصيب بهبوط مفاجئ مع اضطراب في درجة الوعي والتنفس وتم استدعاء فريق إنعاش القلب والرئة على الفور واستمرت محاولات الإنعاش دون استجابة وقد انتقل المريض إلى رحمة الله في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا. د أكدت اللجنة الطبية المكلفة بالتحقيق في هذه القضية بأنه بالرغم من ندرة حدوث هذه الحالة إلا أن التشخيص تم بسهولة عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي وهي أدق أنواع الأشعة لتشخيص أمراض واعتلال الحبل الشكوي، وأكدت اللجنة أن جميع الإجراءات والقرارات التي اتخذها الأطباء في المستشفى سليمة من بداية تشخيص الحالة ومرورا بقرار إجراء العملية ونهاية بمتابعة المريض في العناية المركزة، كما أنه لا يوجد أي خطأ طبي أو إهمال أو تقصير من جانب جميع الأطباء المعالجين للحالة. وأخيرا، فإننا نود التأكيد بأن مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة وكافة المسؤولين فيها يتقبلون النقد الهادف والبناء مهما كان، ولا يمكن لنا أن نحابي أي طبيب أو أي جهة على حساب صحة وسلامة المرضى. وكنا نأمل من الكاتب القدير أن يستمع لجميع الآراء ومن جميع الأطراف لكي يتسنى له معرفة الحقيقة كاملة ونشرها على القارئ الكريم بكل دقة ومصداقية لما فيه مصلحة الجميع. هذا ما وددنا إيضاحه لكم، آملين تلطفكم بنشره في صحيفتكم الموقرة إيضاحا للحقيقة، وتقبلوا خالص تحياتنا. د. سامي بن محمد باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة