برأت الهيئة الصحية الشرعية في منطقة مكةالمكرمة، طبيبا بريطانيا يعمل في أحد المستشفيات الخاصة في جدة، بعد تسببه في إصابة سيدة عربية بشلل رباعي وفقدان للوعي منذ عامين. ورغم تضارب التقارير الصادرة عن لجنتين طبيتين منفصلتين حول تحديد المسؤولية، إلا أن الهيئة أصدرت قرارا بصرف النظر عن القضية وسط غضب عارم اجتاح أسرة المريضة التي تقبع حاليا في أحد مستشفيات التأهيل الشامل في جدة؛ فاقدة للوعي ومصابة بشلل رباعي. وكانت المرأة الأردنية الجنسية، توجهت قبل عامين إلى أحد المستشفيات الخاصة (الذي توفي فيه طبيب الأسنان طارق الجهني قبل شهرين) بسبب معاناتها من ورم في العصب البصري للعين اليسرى، وأكد لها الطبيب المعالج حينها على ضرورة إجراء تدخل جراحي عاجل لإزالة الورم، رغم أنها كانت حاملا في الشهر الثامن، لكن المريضة دخلت في غيبوبة تامة إثر إجراء الجراحة، بسبب نقص التروية الدموية في الجزء العلوي للدماغ، واتهم أقرباء المريضة الطبيب بقطع الأعصاب خلال تدخله الجراحي ما أدى إلى حالة الشلل الرباعي والغيبوبة التي ولدت طفلتها أثناءها. وشكلت الهيئة الصحية الشرعية لجنتين متخصصتين؛ أولاها بقيادة استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى الحرس الوطني في جدة الذي أكد أن المضاعفات التي حدثت للمريضة غير متوقعة ونادرة ولا يعكس حدوثها وجود خطأ طبي، في حين ناقض تقرير اللجنة الثانية التي تم تشكيلها من استشاريين في مستشفى الملك فهد في جدة التقرير الأول، عندما تحدث في حيثياته عن أن الجراح المعالج تناقض في إفادته حول بعض مقررات الصور التشخيصية، مع وجود فروقات في تقريرين طبيين صدرا عن الطبيب المعالج. وقال التقرير إن المريضة لم توضع تحت الملاحظة الدقيقة في العناية المركزة إلا بعد 11 يوما من العملية، مؤكدا على أن وجود تجمعات دموية في المخ وفقاقيع هوائية في الأوعية الدموية، يؤيد احتمال حدوث اختراق لهذه الأوعية من قبل مشرط الطبيب. ولام تقرير اللجنة الطبيب الذي أكد وجود تنسيق طبي مع طبيب النساء والولادة قبل العملية، وقال بأن التنسيق كان عقب إجرائها. من جهته، رفض زوج المريضة التعليق على القضية دون إبداء أي سبب على ذلك التحفظ رغم المحاولات المتكررة.