الكلام عن الدواء المزيف ليس جديدا، ولكن الجديد ما أخبرني عنه صيدلي عندما طلبت دواء معينا، وكان من عادتي أن أتفحص العلب خوفا من كونها مقلدة، وأطلب من الصيدلي اسم مصنع الدواء، قال لي: إنه شخصيا يستطيع كشف ورفض الأدوية المزيفة بالخبرة، لكن المشكلة أن هناك أدوية تصنع داخل المملكة بدون تراخيص، وتوزع بين أدوية متعهدين، المعنى أنها لا تمر عبر حدود وجمارك، أو أنه ليس عليها أية قيود حين تخلط بالمنتجات الأصلية من قبل باعة أدوية، وكان الصيدلي يتكلم عن تركيبات تصنع بالخفاء محليا من قبل كيميائيين في مجال الدواء، وتوضع في نفس العلب، ولكنها تخلو من أية فاعلية، وربما يكون لها أضرار بالغة، ويقصد أدوية أسماؤها معروفة وليست تركيبات عطارين، وهي تغلف بأغلفة المنتج الأصلي، وبقدر ما يكون الدواء غاليا بقدر ما يكثر تزييفه، وهنا أعود لشيء تكلمت عنه كثيرا هو خطر الدواء والغذاء الذي يقلد في سراديب الخفاء محليا على الصحة العامة، ويصل الأسوق عبر الموزعين العاديين، والموزعون في الغالب خارج فكرة التفتيش والتساؤل، ومعظمهم وافدون يوزعون لحسابهم بالتراضي مع مصنع، أو كفيل لا يعلم عن عملهم شيئا عدا استلام المبالغ، ومنهم تمتلئ الصيدليات والبقالات بسلع جانبية يأتون بها هم ويوزعونها خارج أي عين أخرى عدا الاتفاق مع الصيدلي، أو عامل البيع في البقالة، ومنها ألعاب أطفال وأغذية لم يكتب عليها اسم مصنع أو مخبز. والصحف من جانبها تنشر الكثير من الأخبار عن هذا الغش التجاري الذي لا يقدر أحد حجمه، فإذا كشفت الجمارك أو هيئة الغذاء والدواء بعضها مثل مستحضرات (زين الأتات) الذي نشرت عنه كل الصحف السعودية، فكثير يصل للمستهلك بدون رقابة لأنه تحت مسمى دواء معروف أو مكملات غذائية أو عطارة ومصنوع منزليا. من سنين ونحن نتساءل عن مستوى ضبط رقابي أكثر مما هو موجود الآن، والطريقة المثلى لذلك. بداية الحل قد تأتي من نظام إلكتروني يحصر السلع الموزعة والمستلمة بين يدي الموردين ومسؤول التسويق وعمالة التوزيع، وتقوية هذا النظام التفتيشي بفرضه على الموزعين وسيارتهم، وسؤالهم عن مصدر الأدوية والسلع، ثم تفتيش مفاجئ لبوابات التوزيع من صيدليات وبقالات بناء على بيانات إلكترونية. قد تبدو لنا هذه الحلول مستحيلة لكنها ممكنة عبر النظام الإلكتروني القادر على رصد الحقيقي من المقلد، وتثقيف الباعة الأجانب أن عليهم التأكد من نوع السلع قبل استلامها، وأنها من مصدر معروف وإلا سوف يتعرضون لطائل العقاب، وإبلاغهم بنوع الغرامات، وأنهم قد يرحلون لو ساهموا بترويج هذه السلع المقلدة والمغشوشة وبيعها للناس. محاربة كل هذا الخلل تتم عن طريق التوعية والاشتراطات وتطبيق نظم الغش دون توان من خلال جهات الرقابة، والأهم من ذلك كله أن تقوم شركات صناعة الدواء والغذاء والوكلاء المستوردون بواجبهم الرقابي بمتابعة سلعهم في السوق وما يوزع معها مقلدا لأنهم هم أول المتضررين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة