استغرب عضو مجلس الشورى ورئيس نادي الرياض الأدبي السابق الدكتور سعد البازعي ما ورد في بعض بنود لائحة الأندية الأدبية الجديدة، مطالبا بإجراء تعديلات على هذه البنود لتتمكن الأندية من العمل بكل حرية بعيدا عن القيود. ولفت البازعي إلى «أن اللائحة المالية تمثل عصب الحياة في الأندية ويجب تعديلها»، محذرا من تحديد اللائحة مكافآت متواضعة للعاملين فيها، لأن ذلك يسهم في تفريغ الأندية من طاقاتها البشرية. البازعي الذي أشاد بفكرة اللائحة وبعض بنودها التنظيمية، انتقدها من جهة أخرى في بعض البنود، لافتا إلى وجود بعض التناقضات فيما نصت عليه اللائحة. وشدد البازعي على عدم المساواة بين الأندية في المكافأة، مطالبا بتحديد المكافأة للنادي بحسب ما يقدمه من نشاط ثقافي، بعيدا عن الارتهان للموقع المكاني في تحديد المكافأة، مؤكدا عودته لنادي الرياض واستعداده لتعبئة استمارة الترشح لعضوية الجمعية العمومية، وإلى الحوار: • كيف تلقيت خبر صدور لائحة الأندية الأدبية والتي أقرت أخيرا؟ كان خبرا مفرحا بطبيعة الحال، فالتنظيم بحد ذاته جيد والكثير مما تضمنته اللائحة كان مطلوبا. • يبدو أنك قلق من هذه اللائحة؟ نعم، أنا قلق. • وما الشيء الذي يقلقك في هذه اللائحة؟ ما أقلقني هو أن اللائحة تضمنت بنودا لم تكن مدرجة فيها حين أقرها مجلس نادي الرياض الأدبي، فلم يكن فيها عندئذ، على ما أذكر، تقييد لمجالس الإدارة بالشكل الذي وجدته في الصيغة النهائية التي ظهرت بها اللائحة. • ما التأثير السلبي لهذه اللائحة من وجهة نظرك؟ أعتقد أن بقاء اللائحة بهذا الشكل ينعكس سلبا على الحركة الثقافية ويعمل على إضعاف قدرة الأندية على تطوير العمل الثقافي، فهي قدرة متواضعة أساسا، وحين تأتي اللائحة وتفرض مكافآت متواضعة للعاملين في قطاع الثقافة فإن ذلك يزيد الوضع سوءا ويؤدي إلى فقدان الأندية لطاقاتها البشرية المؤثرة والفاعلة، أضف إلى ذلك أن الأندية تحصل على مبالغ من جهات أخرى فكيف تفرض اللائحة على الأندية قيود صرف في مبالغ لم تحصل عليها الأندية من وزارة الثقافة، أقول هذا وأنا أدرك أن بعض الأندية بالغت في المطالبة بمكافآت عالية للعاملين فيها، قياسا إلى مستوى دخل النادي، ومن هنا فالضوابط مطلوبة لكن ليس بالشكل الذي أتت به اللائحة، وأعتقد أن مجالس الإدارة هي المسؤولة وينبغي أن تحاسب على كيفية الصرف، لكن حرمانها من هذه المسؤولية يعطي مؤشرا على عدم استقلالية تلك المجالس، فاللائحة تقول شيئا في موضع وتناقضه في موضع آخر. • هل تعتقد أن انتخابات الأندية الأدبية ستطبق قريبا، ولماذا أنت متوجس من هذه الانتخابات؟ هناك وضع غامض يتحدث عنه بعض رؤساء الأندية، فالبعض يقول إنها آتية، بناء على كلام وزير الثقافة والإعلام، والبعض يقول إنها لن تأتي، لأن جهاتا أخرى تقول بغير ذلك، بل إن المشكلة تزداد غموضا حين يتحدث بعض الإداريين بطريقة فيها شيء من التناقض. • ما رأيك في مساواة الأندية الأدبية في ميزانياتها المالية، وهل هذا الإجراء مفيد لكل الأندية أم أن بعض الأندية ظلمت بهذا القرار؟ المساواة خاطئة من الأساس، لأن الأندية تتفاوت ليس في كثافة النشاط ومستوياته فحسب، وإنما أيضا في موقعها وما تطالب به من نشاط حسب ذلك الموقع، فناد مثل نادي الرياض أو جدة، مثلا لا حصرا، يخدمان شرائح كبيرة من المثقفين والمبدعين، ومطالبان بأن يكونا واجهة حضارية لمدينتين كبريين، فكيف تتم مساواتهما بأندية لا تطالب بما يطالب به الناديان، ومع ذلك فإنني لا أرى أن يميز ناد عن آخر بحسب الموقع وإنما بحسب مستوى النشاط وكثافته، فالنادي النشط حيثما كان يستحق المكافأة، ولذا فهذه المكافآت ينبغي أن تتأثر بمستوى النشاط، وإذا كان من الصعب ربط كامل المكافأة بالنشاط فليكن هناك مبلغ أساسي ومبلغ متغير حسب نشاط كل ناد ومدى العبء الملقى عليه. • هل ستقوم بتعبئة استمارة ترشيح دخول الجمعية العمومية؟ بالتأكيد، وأعتقد أن مثل هذه الجمعية من الخطوات الإيجابية التي أتت بها اللائحة. • لو طلب منك وضع تعديلات على لائحة الأندية الأدبية، ما أبرز التعديلات التي ستقوم بها؟ يصعب حصر المقترحات، لكني بالتأكيد سأقوم بالتعديل في اللائحة المالية فهي عصب الحياة في الأندية، ولا بد من إعادة النظر فيها لتقوم الأندية بدورها على أكمل وجه.