فوجئت بكمية الرسائل التي وردتني بعد مقال الأسبوع الماضي عن المؤتمر الطبي الذي نظمته المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية. تضمنت الرسائل تجارب حقيقية لأبناء هذا الوطن مع المؤسسة التي قدمت خدماتها لأكثر من ثلاثين ألف مريض، ومنها رسالة لسيدة تعيش في الجنوب على بعد حوالى أربعمائة كيلو متر من جدة، تحكي عن إقامتها في دار الضيافة التابع للمؤسسة أثناء علاج ابنها من سرطان الدم في مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للأورام وعن الرعاية والدعم النفسي الذي تلقته. ورسالة أخرى لمواطن يتحدث عن والده المصاب بمرض السكر وعن الأثر الإيجابي للزيارات التي يقوم بها العاملون بالمؤسسة لمنزلهم. ومواطن آخر يشرح كيف تغيرت حياة أسرته عندما قدمت المؤسسة رافعة لوالدته المصابة بالشلل وسهلت حركتها بعدما كان يضطر هو وإخوانه حملها بأنفسهم في كل مكان. الأمثلة كانت كثيرة ومتنوعة، لكن الشيء الذي ربط بين معظم الرسائل هو تقديم الشكر والعرفان لرئيسة فرع المؤسسة في المنطقة الغربية. جعلتني هذه الرسائل أتساءل مع نفسي، ما الذي يدفع سيدة تستطيع أن تعيش حياة الرفاهية والتقدير فى رعاية أسرتها الكريمة وهي الأسرة التي أسست هذه البلاد أن تفعل ذلك؟ فحتى إن كانت تهوى العمل الاجتماعي، لماذا لم تكتف بحضور المناسبات التي تستعرض فيها سيدات الطبقة المخملية أرقى الأزياء والمجوهرات؟ ولماذا كل هذه المثابرة لتطوير المجتمع والعمل الدؤوب لتأمين الحياة الأفضل لكل من فيه؟ الحقيقة أن من ينظر إلى ما تفعله هذه السيدة الفاضلة في مجالات العمل الاجتماعي وتنمية المرأة، يتأكد من أن خدمة المجتمع المبنية على أسس علمية ومنهجية صحيحة تمثل هدفا حقيقيا لها، وأنها تؤمن بحق الوطن فى وجود امرأة عصرية تعي حقوقها وواجباتها وبأن العمل الاجتماعي مسؤولية وجهد وليس «برستيج» ووجاهة. ولذلك فقد استحقت عن جدارة الفوز بجائزة السيدة العربية الأولى في دعم قضايا المرأة والعمل الإنساني، وقالت عنها صحيفة لوفيغارو الفرنسية إنها تمثل مستقبل وأمل السعوديين، نساء ورجال. اسم هذه السيدة الفاضلة «عادلة» وهي كريمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. * استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة