يلتئم في العاصمة المصرية القاهرة في السابع من شهر ربيع الأول المؤتمر ال23 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يعقد تحت عنوان (القدس ومكانتها في الدين والتاريخ)، برعاية الرئيس المصري محمد حسني مبارك، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. ويناقش المؤتمر على مدار أربعة أيام، خمسة محاور؛ الأول بعنوان (القدس في التاريخ)، الثاني عنوانه (القدس في الديانات السماوية)، الثالث بعنوان (القدس في الحضارة الإسلامية)، الرابع يحمل عنوان (السيادة على القدس والشرعية الدولية)، أما عنوان المحور الخامس (حاضر القدس ومستقبلها). وأوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي يشارك في أعمال المؤتمر أن المجتمعين يناقشون كثيرا من القضايا التي تعنى بمشكلات وهموم الأمة الإسلامية، مبينا أن المؤتمر يشهد مشاركة نخب من الوزراء، والعلماء، والمفتين، والدعاة، وقال «هذا يثري محاور ومناقشات المؤتمر الذي نأمل أن تكون توصياته محققة لآمال وتطلعات الأمة، وبخاصة أنه يناقش قضية الأمة الإسلامية الأولى ومحور اهتمامها، وهي قضية القدس حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين». وشدد آل الشيخ على أهمية مناقشة موضوع القدس ومكانتها وتاريخها، وهويتها الإسلامية في ظل الظروف الحالية التي يعانيها الشعب الفلسطيني جراء استمرار الاحتلال، والصلف الإسرائيلي، والعدوان المتكرر على الأراضي الفلسطينية، وحصاره لغزة منذ سنوات، ومحاولاته المستمرة لتهويد القدس، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، وتخويف الآمنين، ومنع المصلين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى. وجدد الوزير آل الشيخ التأكيد على التزام المملكة الدائم بدعم القضية الفلسطينية، ومناصرة حق الشعب الفلسطيني في استعادة جميع الأراضي العربية الفلسطينيةالمحتلة، وفي مقدمتها القدس مهد الأنبياء، وقال «المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، جاهدت، ولا تزال تجاهد، بكافة الوسائل للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حتى يتمكن من استعادتها كاملة، معتبرة قضية القدس واستردادها من أيدي اليهود الغاصبين هي قضية المسلمين الأولى، التي ما فتئت المملكة تدعمها، وتناصرها في كل المحافل الإقليمية والدولية، وتحشد لها كافة الطاقات». وأضاف «ما يتعرض له إخواننا المسلمون في فلسطين من حرب وتقتيل وشتى أنواع القهر والظلم من قبل اليهود يعد من الابتلاء والامتحان من الله»، مبينا أن هذا البلاء والامتحان الذي يتعرض له المسلمون في فلسطين ليس خاصا بهم، وإنما يعم المسلمين في جميع أصقاع المعمورة؛ لأن المسلمين كما قال عليه الصلاة والسلام «كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، ولأن أرض فلسطين فيها ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، واصفا ما يتعرض له القدسوالفلسطينيون من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأنه «ظلم بين وواضح».