تبقى الرياضة هي وحدها من تثير فينا الحماس، الغضب، النقد بشدة وإصرار على حدوث تغيير إن أخفق القائمون عليها في تحقيق النصر أو تخاذلوا في تبوؤ المنتخب المكانة التي يفترض أن يكون فيها حشد مكثف لمشاعرنا في جانب بذاته دون توزيع ذلك الحماس والاهتمام على باقي المناشط أو الأعمال التي تؤثر في تقدم بلادنا وترفع من قيمة الإنسان فيها. لذلك تقام سنويا مسابقات علمية على المستوى الدولي وتشارك المملكة في العديد منها ويحقق مشاركوها مراكز متقدمة لكنها لا تحظى بالزخم الإعلامي الذي يوازي المجال الرياضي فتمر دون أن يلتفت أحد لها أو لمن حقق فيها نتائج مشرفة يستحق عليها التشجيع. لست ضد الوطنية وتشجيع المنتخب بل هذا فعل وطني جميل ولكن النظر للأمور بالإجمال، وأن التشجيع والحماسة وحتى نقد السلبيات لا يقتصر على الرياضة والرياضيين وحدهم فهناك غيرهم من يبذلون جهدهم بغية رقي وطنهم ولهم حق في التشجيع والمؤازرة وغيرهم أيضا يستحقون النقد والتقريع إما للتقصير في جانب خدمي إو إخلال بأداء أمانة، ومن بين هؤلاء الموظف والمعلم والمسؤول الذي نام ضميره ولم يفق. لقد أثبت صوت الجماهير الرياضية فاعليته وهو يصرخ مستنكرا أداء لاعبي المنتخب السعودي وطاقمه التدريبي والإداري في مشاركته الأخيرة في كأس أمم آسيا، لكن ما هو لافت في ذلك الغضب القدرة التحليلية لدى الجماهير وتشخيص مواضع الخلل وكيف يمكن تعديله وكأن ديمومة المتابعة جعلت من ذلك الشخص العادي محللا وخبيرا في شؤون الرياضة. فتخيلوا معي لو كان ذلك الحس والخبرة يشمل مجالات أخرى داخل المجتمع حتما سيتحسن الأداء ويرتفع مستوى الخدمات بل سيكون لصوت الجماهير هيبته وخشيته لدى الجميع. وسيترتب على ذلك تضييق الخناق على بوئر الفساد ومماطلة بعض المؤسسات في إنجاز المشاريع ليس ذلك فحسب بل كل من مصالحه مرتبطة بالمواطن سيحرص على كسب رضاه لأنه يعلم حجم الخسائر التي ستعود عليه في حال أن فقد المحرك الأقوى في صعود مؤشر الربح أو الخسارة. وقد تكون صرخة الجماهير حاسمة في مواجهة جشع التجار ورفعهم أسعار المواد الاستهلاكية بصورة مفجعة قد تقود إلى مجاعة أو أقلها إصابة الكثير من المواطنين بسوء التعذية لعدم قدرتهم على شراء السلع الضرورية فما بالك بما يعد ترفا لا نقول عويلا وصخبا بل اتخاذ موقف يستنكر الوضع ويطرح حلولا للمشكلة كما فعل مع المنتخب ومقترحات التغلب على الأزمة دون تحمل طرف بعينه الخسارة فنحن ندعو لحلول وسط ترضي جميع الأطراف. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة او عبر الفاكس رقم: 2841556 الهاتف: 2841552 الإيميل: [email protected]