بعد ليل داج ونهار ساج وسماء ذات أبراج، غابت شمس صديق وفي وأخ عزيز حضنتنا مراحل الدراسة المتوسطة فالثانوية وجمعتنا المرحلة الجامعية التي عشناها في بيت واحد وفصل واحد، نتقاسم لقمة العيش ونتشارك في أجرة المواصلات، نتذاكر سويا ونتناقش معا في مسألة علمية. كان (رحمه الله) خير صديق وفي، سكوته حكمة، وكلامه بميزان لا يجادل فيما لا فائدة فيه، ويحد المجادل إذا تجاوز الحد المشروع في جداله، حديثه استغفار، واستغفاره شعار. محب لأصدقائه وفي لأقربائه، حنون على من يتطلب حاله الحنان، كريم بحكمة، سخي بكرم، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. هو الأخ الكريم علي بن عارف الشربي العتيبي، كل من يعرفه يشاطرني الرأي، ويرفع أكف الضراعة لله سبحانه أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، ويقبله عنده مع الشهداء والصديقين، فقد عانى (رحمه الله) من فيروس الكبد، وكانت الإجراءات في مراحلها الأخيرة ليشد رحله إلى الصين لزراعة كبد، إلا أن قضاء الله وقدره جعل المنية أقرب في مساء يوم الخميس 9/2/1432ه. ومن مات لعلة أو مرض في بطنه فنحسب أن تكون له منزلة الشهداء إن شاء الله، وهذا من فضل الله جل وعلا، كتب الله له أن يكون من الشهداء في الأجر والثواب؛ نظرا لمعاناته في مرضه. فإلى عبدالعزيز وإخوانه نقول إننا نعزي أنفسنا ونعزيكم ألهمكم الله، ووالدته وزوجته وإخوانه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان، وندعو الله أن يجعلكم خير خلف لخير سلف، ويجعلكم من الأبناء الصالحين بعد وفاته، فلا تنسوه من الدعاء فخير ما يترك الأب في الدنيا الابن الصالح الذي يدعو له. حفظكم الله وكتب لكم الصلاح وغفر لوالدكم ورحمه وأسكنه فسيح جناته. (إنا لله وإنا إليه راجعون). د. دخيل الله بن محمود الأزوري