مع قرب اكتمال الطرق الدائرية الأربعة ضمن مشروع مخطط مكةالمكرمة الشامل، قدمت توصية لإطلاق طريق دائري خامس ليصبح معلما يحدد حدود المسجد الحرم بشكل دائري. وكشفت عدد من الجهات المشاركة في تنفيذ المخطط الشامل، أنه تضمن توصية بضرورة تنفيذ هذا الطريق الدائري الخامس على مشارف مكةالمكرمة، لينضم إلى الطرق الأربعة السابقة، والتي أنجز جزء كبير منها، وكانت هناك مطالبات من المجلس البلدي في مكةالمكرمة بتنفيذ وزارة النقل للطرق الدائرية؛ لأنها تستنزف مبالغ كبيرة من ميزانية الأمانة والتي يرى المجلس ضرورة توجهها إلى جوانب أخرى لخدمة المواطنين، مثل: السفلتة، الإنارة، الأرصفة، النظافة، وغيرها. ويجري العمل حاليا على إنجاز البقية، هذه الطرق المعلقة كما يحلو للمواطنين تسميتها «طرق مكة الدائرية» قسمت إلى عدد من الجهات لتنفيذها، وهي وزارة النقل للطريق الدائري الثاني والثالث وأمانة العاصمة المقدسة للطريق الدائري الأول والرابع. وحاليا لا يوجد طريق دائري واحد مكتمل في مكةالمكرمة، فالطريق الدائري الأول نفذ منه جزء يمتد من أجياد إلى أنفاق شعب علي فقط، وقال ل «عكاظ» المهندس عباس قطان رئيس لجنة التعويضات في أمانة العاصمة المقدسة «إن الأمانة أنهت دراسة استكمال هذا الطريق المهم والذي يمر بشكل دائري حول الحرم» لافتا إلى أنه لاستكمال هذا الطريق حددت الأمانة 1800 منزل لإزالتها، وهي واقعة على امتداد الطريق من أنفاق علي مرورا بالغزة، حارة الباب، حبل الكعبة، وجبل عمر، حتى وقف الملك عبدالعزيز، وسيخترق هذا الطريق توسعة الملك عبدالله للساحات الشمالية من خلال أنفاق تحت الأرض»، مشيرا إلى أن الأمانة أنهت كافة دراساتها وتنتظر صدور الأمر السامي لتبدأ تنفيذ هذا الطريق. أما الطريق الدائري الثاني والذي تنفذه وزارة النقل فقد اكتمل تنفيذ جزء منه ممتد من كدي حتى البيبان، واستلمت الشركة المنفذة بقية الطريق لاستكماله امتدادا من البيبان، مرورا بحي الطندباوي حتى طريق الليث، وتعتبر هذه المرحلة الثانية منه، وبدأ تنفيذه بتكلفة 450 مليون ريال وطول الطريق ستة كيلو مترات وفي كل اتجاه منه أربعة مسارات وعرض41 مترا وجزيرة وسطية (خمسة أمتار). وأنقذت مقابر قديمة في حي القشلة، تضم 200 ميت، أكثر من 500 أسرة من الإزالة بعد أن أجري الترقيم لمنازلهم، حيث صدرت فتوى من سماحة مفتي عام المملكة بتعديل مسار هذا الطريق بسبب مروره على مقبرة القشلة. وقال ل «عكاظ» كل من عبدالله المطيري وبريكان المطيري ومحمد نور «أجري الترقيم لمنازلنا قبل ما يقارب عام كامل، وبدأ كل واحد منا يخطط في البحث له عن مسكن، واشترى بعضنا أراض وآخرون أستأجروا مساكن، وفجأة عادت اللجنة مرة أخرى وكشطت الأرقام التي كتبتها سابقا على منازلنا، بعد أن تقرر تغيير إتجاه مسار الطريق إلى الغرب بسبب وجود مقبرة القشلة». وأشاروا إلى أنهم لا يرغبون مغادرة الحي؛ كونهم عاشوا فيه أكثر من 50 سنة، وأصبحت أسرهم مترابطة، إضافة إلى قرب منازلهم حاليا من المسجد الحرام، حيث لا يفصلهم عنه سوى خمس دقائق، ويحرصون على أداء الصلاة فيه خصوصا صلوات المغرب والعشاء والفجر، إضافة لذلك أنهم لا يستطيعون توفير مساكن لو أزيلت منازلهم الحالية. من جانبه، قال عمدة حي البيبان عبيدالله الجهني «سكان هذا الحي عندما أجري الترقيم لمنازلهم من قبل المؤسسة المنفذة لمشروع الطريق الدائري الثاني، استجابوا لنداء الواجب؛ لأن في ذلك مصلحة عامة للوطن، ورغم أن الإزالة كانت ستدر عليهم مبالغ ضخمة من التعويضات، إلا أن ذلك لن يغريهم بالابتعاد عن هذا الحي لقربه من الحرم، والألفة بين السكان والتي نشأت من خلال العشرة الطويلة على امتداد عشرات السنين، والتي كانوا سيفتقدونها عند إزالة منازلهم، حيث لا يستطيعون أن يتجمعوا في حي واحد، وتبين ذلك خلال الفرحة التي عمت الكثيرين منهم عندما حول مسار الطريق الدائري الثاني عن منازلهم، وأصبحوا يتبادلون التهاني فيما بينهم، حيث يستطيعون الذهاب إلى المسجد الحرام بعد الأذان مباشرة ويلحقون بصلاة الجماعة». وأضاف «كان منزلي من ضمن المنازل التي رقمت للإزالة، وحينها أشتريت منزلا بديلا، بعته بعد أن علمت أن منزلي الحالي سلم من الإزالة». الطريق الدائري الثالث، الذي تنفذه وزارة النقل اكتمل جزء كبير منه، وسيربط بالطريق الدائري الموازي في حي الإسكان مرورا بالحمراء، حتى يتقاطع مع طريق المدينةالمنورة بالقرب من مسجد السيدة عائشة، وأعلن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن هذا الجزء والذي يبدأ من مخطط الحمراء طريق جدة السريع، مرروا بمخطط الصبان وحي العمرة، يتضمن أكبر نفق يجري تشييده في مكةالمكرمة تعبره الشاحنات الكبيرة، لافتا إلى أن هذا الطريق يتقاطع مع طريق المدينةالمنورة بجوار مسجد السيدة عائشة، ويستمر مع شارع الحج. واعتمد الطريق الدائري الرابع منذ ثلاث سنوات وطرح منه حتى الآن، تقاطع بطحاء قريش وطريق الليث والعكيشية وطريق جدة السريع، ويجري العمل فيها حاليا.