أقر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، أن جهد المملكة ينبثق من قرار تاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالوقوف إلى جانب لبنان وتشجيع اللبنانيين على الوحدة والتضامن، وهو قرار سيبقى قائما. وأشار الرئيس الحريري في كلمة ألقاها عقب لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان في قصر بعبدا البارحة إلى أنهما تباحثا في المستجدات على ضوء ما آلت إليه المساعي السعودية السورية حول لبنان، وقرار عدد من الوزراء الاستقالة وهو القرار الذي جعل الحكومة بحكم المستقيلة. وأكد على أن الجهود السعودية السورية أدت دورا في تثبيت الهدنة السياسية في لبنان، وأنتجت على قاعدة القمة الثلاثية التي عقدت في قصر بعبدا مناخا مواتيا لبلورة مجموعة من الأفكار شكلت أساسا موضوعيا وصالحا لمعالجة التداعيات المرتبطة بعمل المحكمة الدولية ومواكبة صدور القرار الاتهامي. وأردف: «إن التزامنا بهذه الأفكار لم يهتز يوما، والالتزامات التي قطعناها كانت واضحة. وقلنا منذ اللحظة الأولى إننا مستعدون لمبادرة على مستوى الآمال المعقودة، وتتلازم مع خطوات هي في جزء منها من متطلبات الحوار وفي جزء آخر لتعزيز سلطة الدولة، لكن كان بعدم المباشرة في خطوات ما يشير لحملنا على تنازلات من دون مكاسب للدولة الأمر الذي وضع المساعي أمام حائط مسدود». كما أكد على أن أي جهد سيبذل في هذا السبيل لابد أن يقتدي بالإرادة الطيبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العمل مع رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد على مساعدة لبنان. واعتبر الرئيس الحريري قرار وزراء المعارضة بالاستقالة من الحكومة أنه حق ديمقراطي، مستدركا: «إن هذا القرار يشكل تطورا لا سابق له في تاريخ الحكومات في لبنان وهو الأول منذ الطائف». وأعرب عن خشيته من أن يتحول هذا الأمر إلى نموذج عن فشل اللبنانيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية بالقدر الذي تظهر فيه الاستقالة الجماعية خروجا على روح مؤتمر الدوحة. وأضاف الرئيس الحريري: «ما كنت يوما ساعيا إلى السلطة بأي ثمن وبين السلطة وبين كرامة أهلي، اختار كرامة لبنان وكرامة اللبنانيين». واسترسل يقول: «كرامة كل طائفة ومجموعة في لبنان هي من كرامتي، ولن يستطيع أي أحد دفعي الى التفريط بهذه الكرامة»، مناشدا جميع الأفرقاء السياسيين التبصر بما آلت إليه الأمور وأن يتوقف البعض عن تأليب النفوس والاتعاظ من تجارب الماضي القريب والبعيد؛ لأن أحدا لا يمكنه أن يكون أكبر من بلده. ولفت إلى أنه سيشارك وسائر الحلفاء في الاستشارات وسيتعاون مع الرئيس ميشال سليمان إلى أقصى الحدود في سبيل تشكيل حكومة جديدة تلتزم مقتضيات الوفاق الوطني، مؤكدا على أن لبنان يحتاج لجهود جميع أبنائه لكنه يحتاج بالدرجة الأولى إلى حكمة القيادات بألا بديل لها عن الحوار، وألا يمكن لأي جهة أن تلغي جهة آخرى في لبنان.