الجماهير السعودية ألقمت حجرا. خيبة أمل عارمة اجتاحت القلوب كون منتخبها يسجل خروجه كأول الخارجين من بطولة آسيا وهو بطل لهذه الكأس ثلاث مرات ومثلها وصيفا وفي رصيده إنجاز الوصول لكأس العالم لأربع مرات متتالية. حقيقة الجرح كبير وينزف بغزارة، فمع انتهاء مبارة المنتخب مع الأردن انبثق جرح الجماهير والمتابعين للخطوات المتعثرة للمنتخب ولن تجدي كل الأعذار التي انسكبت لتعلل (أن هذا هو حال الكرة)، فتعثر المنتخب ليس حديثا وهو التعثر الذي كان يدافع عنه الاتحاد السعودي منذ عام 2006 ويجلجل غضبه من الانتقادات التي تشير إلى أن الوضع العام للمنتخب لا يبشر بخير، ومع كل توجيه أو تلميح لهذا الضعف تخرج تصريحات المسؤولين مقللة من شأن تلك الملاحظات ومبدية أقوالا عظيمة عن الخطط التي سيسلكها الاتحاد في إبقاء هيبة المنتخب. والآن، وبعد أن كشف الواقع تردي الوضع، ما الذي يمكن أن يقوله الاتحاد السعودي لكل تلك الجماهير الغاضبة على مستوى وسمعة منتخب بلادها. أفضل أن لا يقولوا شيئا وكفى مسكنات. ولو أن هناك استشعارا بفداحة ما وصلنا إليه لانسحب جميع مسؤولي الاتحاد باستقالة جماعية كاعتراف حقيقي بتحمل مسؤولية هذا التردي. ولو أردنا قلب الصفحة، والبدء من جديد في بناء منتخب مهاب يجب علينا الاعتراف ان الأندية المحلية ساهمت في موات المواهب الوطنية من خلال فتح باب الاحتراف (على الواسع) من غير تدخل من قبل الاتحاد السعودي في حماية (مكنة التفريخ) من العطب، فكل الأندية تستقدم اللاعبين في مناطق الوسط والهجوم، هذا الاستقدام الذي غيب المواهب الوطنية من اللعب في مواقعها ومكن من خلق حاجة وطنية في تلك المناطق. وإن قيل أن هذا الكلام غير صحيح فانظروا إلى قاعدة اللاعبين في درجات الناشئين والشباب، فأغلب الأندية غير مهتمة بخلق قاعدة كروية للمستقبل وبدلا من الصرف عليها لتقويتها يتم تحويل الأموال إلى استقدام اللاعبين للفريق الأول ونسيان إنتاج مواهب جديدة. ومن لاحظ مقدار خيبة الأمل لدى الجماهير فسيعرف معنى هزيمة المنتخب وسيعرف أن الهزيمة تمثل إحباطا حقيقيا كون الكرة مثلت ثقبا في حالة اليأس العام وقدمت نفسها عالميا وحين لايجد أي مجتمع نجاحات دولية يفاخر بها (مهما كانت بسيطة أو سطحية) يدخل المجتمع بأسره في خانة الإحباط. وهذا مايقودنا إلى القول أن الوطن يمتلك مقومات كبيرة وعظيمة في مجالات مختلفة إلا أن سوء الإدارة تبدد كل تلك الطاقات لتذروها الرياح هباء من غير تمكين أفراد هذا الوطن من الفرح بثروته البشرية. ومهما صغر أو كبر الحلم فهو لايتحقق في ظل اتحاد لا يمتلك مقومات الاتحاد الفاعل الناجح حتى الحلم بحاجة إلى إدارة لتحقيقه وفي هذه النقطة بالضبط (لا تشكي لي ابكي لك). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة