الحمد لله رب العالمين، أخيرا أصبحت لدينا لائحة تنفيذية لحماية المستهلك في مطارات المملكة، ستبدأ الهيئة العامة للطيران المدني بتطبيقها منتصف الشهر الجاري، وتحتوي اللائحة على العديد من المواد التي تحدد حقوق مستخدمي المطارات السعودية وواجباتهم، مثل «إلزام الناقل الجوي بتكاليف الإقامة الفندقية للركاب في حال تم إلغاء رحلاتهم بما لا يزيد على ثلاثة آلاف ريال يوميا حتى موعد السفر الجديد، مع تعويض المستهلك بمبلغ 300 ريال عن كل ساعة تأخير بما لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال إذا فشل الناقل في توفير رحلة بديلة للملغاة لفترة أكثر من ست ساعات. وألزمت اللائحة الناقل الجوي في حال تأخير الإقلاع أثناء تواجد الراكب في المطار بتوفير مرطبات خلال الساعة الأولى للتأخير، وجبة ساخنة في حال تجاوز التأخير الساعات الثلاث، وسكن فندقي إذا كانت مدة التأخير تتجاوز الساعات الست من الوقت الأصلي المحدد للمغادرة. وفي ما يتعلق بالراكب من ذوي الاحتياجات الخاصة فأقرت اللائحة تعويضه عند رفض إركابه بعد إصدار التذكرة أو التقصير في أداء الخدمة أو توفير المرافق اللازمة من مشغلي المطار بما يعادل 200 في المائة من إجمالي تذكرة السفر علاوة عن استحقاقات رفض الإركاب. وهددت اللائحة شركات النقل الجوي التي لا تطبق بنودها بتعليق التراخيص أو التصاريح أو الإجازات الصادرة منها لمدة محدودة أو سحبها نهائيا.. وفي الحقيقة أن معظم بنود هذه اللائحة تقريبا موجود من السابق، والخطوط السعودية والناقلون الجويون الآخرون يعرفونها تماما، لكنها لم تكن تطبق، ومعظمها إن لم تكن جميعها تعمل بها شركات الطيران العالمية «من أيام الأخوين رايت»، وتعوض مسافريها في حال التأخير بأكثر بكثير مما ورد في بنود هذه اللائحة ما قد يصل إلى ملايين الدولارات. الغريب في لائحة حمايتنا من شركات الطيران أنها أعطت لشركات الطيران الحق في أن تأخذ من وقتنا الذي نملكه، ونملك الحق في الحفاظ عليه واستثماره بأنفسنا وليس غيرنا ست ساعات بالتمام والكمال، أعطتهم الحق في السطو عليه دون أن يكون لنا الحق في المطالبة بالتعويض عنه ممن أهدره علينا بغير كاسة عصير عن الساعة الأولى، سنصطف طوابير لنحظى بها من أحد مطاعم المطار، ووجبة ساخنة عن الساعات الثلاث الأولى، ليس لنا الحق في أن نختار ما نأكله أو أن نطلب معها شيئا باردا «يبلعها»، حتى لا نخالف حرارة بنود اللائحة، ولن نستحق التعويض عما أهدروه علينا من وقت إلا بعد ست ساعات من الانتظار البغيض. ومع ذلك «شرينا» وقلنا على رأي المثل «العوض ولا القطيعة»، سنرضى بأن تعوضنا الخطوط، وإن كانت لن تستطيع أن تعوض مريضا في منطقة بعيدة أضاعت عليه الخطوط موعدا في مستشفى الملك فيصل التخصصي انتظر أشهرا ليحصل عليه وسينتظر أشهرا أخرى للحصول على موعد جديد «هذا إن لم يسبقه عزرائيل إليه»، ولن تعوض رجل أعمال أضاعت عليه موعد صفقة مهمة، ولن تعوض طالبا فاته التسجيل في الجامعة أو موعد اختبار القياس أو القدرات، وطويلة جدا هي قائمة الذين لن تتمكن الخطوط من تعويضهم، ولن تكفي ال «300» وحتى ال «3000» أن تعيد لهم ما فقدوه بسبب تأخير الرحلات الذي بات في مطاراتنا كالداء المزمن العضال الذي لا يرجى برؤه. ناهيك عن الأيام وربما الأسابيع أو الأشهر إن لم تكن السنوات التي «سنتمرمط» فيها ونحن نلهث وراء تعويضات الخطوط. تجربتنا الطويلة في تعامل موظفي الخطوط معنا، تؤكد أننا سنتمنى أن الواحد منا دفع «30000» ريال للخطوط بدلا عن جرأتنا ووقاحتنا وعدم تقديرنا لمشاعرهم؛ عندما نطالبهم بتعويض «300 ملطوش عمي» عن تأخيرهم لنا هذا التأخير غير المتعمد والبريء والمنطقي الذي لم نفهم نحن أبعاده وفوائده «وموت يا مسافر لين يجيك التعويض». أما أجمل ما في اللائحة فهو حكاية «سحب الترخيص نهائيا.. تخيلوا!».. «قال صفوا صفين.. قال حنا اثنين».. يعني «الله يعيننا على محطات الطرق السريعة.. بر والا كعابي». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 176 مسافة ثم الرسالة