أوضح ل «عكاظ» المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي في الجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان عدم إمكانية تمثيل دور الصحابة من جهة العقل والتحليل النفسي الإكلينيكي والتحليل الازدواجي الشخصي والنصوص الصحيحة التي تؤكد على ذلك. وأكد اللحيدان أنه انطلاقا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا أصحابي»، ومن الفطرة السليمة، فإن تمثيل دور الصحابي قائم على قيام الممثل بكلام وأعمال قالها أو فعلها الصحابي فعلا. وبين أنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن هذه تنقسم إلى قسمين، الأول؛ إن كان ما يتعلق بحكم العبادة والمعاملة فهذا أمر خطير، خاصة أن الناس اليوم لا يفرقون بين الصحيح والضعيف والحسن لغيره والحسن لذاته، وبين ما له أصل وما ليس له أصل، وبين العالي والنازل من الأسانيد «فقد يقبل المشاهد على الممثل، وتحديدا العامة والشباب الذين يبتعدون عن القراءة والتحقيق بتصديق ما يظهر أمامهم وهذا افتراء». أما القسم الثاني، فأوضح اللحيدان أنه يدخل في باب حماية كتاب التوحيد، حيث ذكر الإمام مسلم في المقدمة أن محمد بن سيرين قال: «إن هذا العلم دين يعني الأسانيد فانظروا عمن تأخذون دينكم». كما استدل اللحيدان بقول ابن عباس في مقدمة صحيح مسلم، والسند قوي عراقي مدني: «كان الناس إذا قيل قال رسول الله اشرأبت إليهم أعناقهم، أما وقد كثرت الفتنة والفتن قلنا سموا لنا رجالكم، أي كيف جاء هذا المتن على الصحابي قولاً أو فعلا سواء كان مرفوعا أو موقوفا». وخلص اللحيدان بقوله: «بتأمل هذه المسألة بنظري، وسبر أغوار أفعالها، فإني أرى ألا يدخل فيها كل أحد، لأن المسألة يكتنفها الشرع الصحيح والعقل السليم من العجلة والمعارض من العجلة، لذلك فإن تمثيل الصحابة غير ممكن من هذه النواحي». وكان المجمع الفقهي قد أصدر فتوى في الأسبوع الماضي تجيز تمثيل الصحابة معارضة أقوال فقهاء أعضاء في لجان شرعية أباحوا التمثيل في ضوابط وممن قالوا بذلك عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك الذي أباح التمثيل لكن رأيه كان قبل أن تصدر فتوى المجمع بأكثر من عام.