إن رعاية نائب خادم الحرمين الشريفين لهذا الحفل ووضعه لحجر الأساس لمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد تعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة بقطاع الطيران المدني بشكل عام، وبمنظومة المطارات السعودية بشكل خاص، باعتبارهما أحد أهم معالم مسيرة التنمية في مملكتنا الغالية. ويمثل المطار الجديد نقلة نوعية في مفهوم المطارات في المملكة، إذ تميزت تصاميم مرافقه بطابع معماري يضفي على المطار طابع الحضارة والثقافة الإسلامية، وعلى نحو يتفق مع بيئة المملكة، وسيتميز بكفاءة في الأداء ذات أوجه متعددة، حيث سيوفر للمسافرين المساحات والخدمات اللازمة لراحتهم وفق أعلى المعايير العالمية، وسيعتبر مطارا جديدا ومتكاملا من حيث مكوناته ومرافقه وعناصره. كما سيلعب دورا رياديا في المنطقة بما سيتوفر له من إمكانات مثل مركز لوسائل النقل المختلفة (طيران، قطارات، وسيارات). وروعي في تصميم المطار الجديد المرونة في التوسع، واستيعاب مراحل تطويرية مستقبلية بهدف مواكبة نمو حجم الحركة الجوية المتوقعة وما سيستقطبه المطار من حركة جوية على المستوى الإقليمي، الأمر الذي سيتطلب تنفيذ تلك المشاريع في المستقبل. ويظل العنصر البشري المعادلة الصعبة والتحدي الأكبر بشكل عام، إلا أن الهيئة العامة للطيران المدني انتهجت أساليب متعددة بغية توفير قاعدة كبيرة من الكوادر السعودية المؤهلة في شتى تخصصات الطيران المدني، حيث أنشأت الأكاديمية السعودية للطيران المدني، والتي توفر لقطاع الطيران المدني التخصصات الأساسية التي يحتاجها مثل المراقبة الجوية والاتصالات والإطفاء والإنقاذ والأمن. علما أن هذه الأكاديمية تم إنشاؤها ووضعت برامجها الدراسية والتدريبية بالتعاون مع جامعات ومراكز تدريبية عالمية لضمان عملها وفق نموذج عالمي متقدم، كما ضم مجلس أمنائها نخبة من رجال الأعمال والأكاديميين ما سيعزز من المستوى العلمي لهذه الأكاديمية. وعلى صعيد آخر، تبنت الهيئة برامج تدريبية أخرى داخل وخارج المملكة لتدريب أعداد كبيرة من الموظفين في مجالات متخصصة مثل إدارات المطارات والملاحة الجوية بأنماط تدريبية جديدة تضمن مواكبة التقنيات الحديثة والمتسارعة في مجال صناعة الطيران المدني. وسيتم تحويل المطارات الدولية إلى شركات، وتمهيدا لتحقيق هذا الهدف فقد أصدر مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني قرارا يقضي بتشكيل لجنة إشرافية لكل مطار دولي، بحيث يتم من خلال تلك اللجان الإعداد لهذا التحول الاستراتيجي المهم، وتعتبر تلك اللجان نواة لمجلس إدارة المطارات بعد تحويلها لشركات. وتعكف تلك اللجان في الوقت الراهن على إعداد ووضع الخطط الاستراتيجية لكل مطار، ومن ثم ستقوم بمتابعة التنفيذ والأداء.