دعا المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام في ختام أعماله أمس، الى إنشاء مراكز للدراسات والبحوث المتخصصة يعنى بنشر ثقافة الجودة وتطبيقاتها في المجال التربوي، وتعزيز ثقافة الجودة الشاملة في التعليم العام وقيادة التغيير نحوها لتصبح ثقافة وسلوكا اجتماعيا ووطنيا، والاستفادة كذلك من تجارب المنظمات العالمية والعربية والمحلية التي حققت أفضل الممارسات في جودة التعليم. وأكدت نائب وزير التربية والتعليم للبنات نورة الفايز أن المشاركين يثمنون للوزارة رؤيتها الاستراتيجية نحو تفعيل الشراكة المجتمعية لدعم جودة التعليم العام في المملكة وكذلك حزمة المبادرات القيمة التي تم الإعلان عنها بعد الجلسة الوزارية في المؤتمر. وأشارت إلى أن المؤتمر سعى من خلال جلساته وورش العمل المصاحبة له وحلقات النقاش إلى ماهو أبعد من نشر ثقافة الجودة وتنمية الوعي بأهمية مفهومها لدى صانعي القرار في مؤسسات التعليم العام، وذلك بالتأكيد على ممارسات الجودة وتطبيقاتها والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة مما يساهم في رفع كفاءة النظام التربوي وجودة مخرجاته في ضوء متطلبات القرن الحادي والعشرين. وجاءت أهداف المؤتمر منسجمة مع الرغبة الجادة لوزارة التربية والتعليم في المملكة للبحث عن الأفكار الجديدة والمبادرات والابتكارات التي تسهم في تطوير جودة التعليم العام، والتركيز على الفرص التحسينية فيه، وتوجيهه نوعيا نحو تعزيز الاقتصاد المعرفي والاستثمار في الإنسان. وكان المؤتمر استضاف المؤتمر نخبة من أهم المتحدثين والمتخصصين العالميين في مجال الجودة في التعليم، وعددا من الخبراء من الجامعات ومراكز البحوث وممثلي المنظمات الدولية، واستعرضوا خلاله أفضل التجارب والممارسات العالمية الناجحة في مجال تطبيق الجودة الشاملة في التعليم العام والتي تم اختيارها بناء على مواقعها المتقدمة في سلم التصنيف العالمي للنظم التعليمية، وعرضها كخبرات ناجحة يمكن الاستفادة منها في تطوير النظم الداخلية للجودة الشاملة في التعليم العام. من جهته انتقد رئيس المجلس الإداري لمركز الملك فهد بن عبدالعزيز للجودة أحمد الغنيم ضعف قناعة مديري المدارس ومديري الإدارات بتطبيق نظام الجودة في وزارة التربية والتعليم ومقاومتهم للتغيير بكل ماهو جديد، ووصف موقف مديري المدارس في حال استحداث أنظمة الجودة بمدارسهم «الله لا يغير علينا»، معتبرا في الوقت ذاته أن ذلك ناتج عن خوفهم من أساليب العمل الجديدة وضعف مشاركة العاملين وانتشار مفاهيم خاطئة عن الجودة. واعتبر بالغنيم خلال ورقة عمله التي عرضت المعوقات التي واجهت مركز الملك فهد لتطبيق الجودة في المدارس تحت عنوان «دور مركز الملك فهد للجودة في تحسين الأداء التربوي لمدارس» ألقاها بالإنابة أحد مسؤولي المركز خلال المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة، أن تعدد الجهات الإشرافية على المدرسة الواحدة يضعف تركيزها وإنتاجيتها وتطويرها، وكثرة المهام الإدارية الموكلة للمدرسة تربكها وترهقها من جميع النواحي.