نظام ساهر للرقابة المرورية، منذ أن تم إقراره قبل عدة أشهر في الرياض، وهو حديث المجالس، البعض يؤيد، والبعض يستنجد طالبا الإيقاف، والآخر يدعو إلى تخفيف الغرامات وإعطاء فترة استخدام تدريجية حتى يتعود سائق المركبة على هذا النظام. لا نكاد نفتح صحيفة إلا وهناك من يكتب عن ساهر .. مقالة أو خبرا. حين نقود مركبتنا في أي طريق نلتفت يمنة ويسرة باحثين عن لوحات تحديد السرعة، أو مكان كاميرات وسيارات المراقبة (الساهرية) إلى حد يضعف فيه تركيزنا على القيادة السليمة. هذا الاستشعار، وهذا التلمس عن بعد كون لدينا ما يمكن تسميته الحاسة السابعة أو حاسة (ساهر). إنها ببساطة تعني القدرة على الرقابة والمتابعة الذاتية لكل ما يدور حوالينا، وأخذ الحيطة والحذر تجاه كل تصرفاتنا وكأن الجميع يراقبنا فيما نقول أو نفعل. الدافع قد يكون الرغبة في الانقياد وتطبيق الأنظمة واللوائح، وقد يكون الخوف من العقوبات ودفع الغرامات. في تعاملنا مع وسائل الإعلام هل يمكننا أن نستخدم حاسة (ساهر) للتعامل مع كل ما نسمع ونرى ونقرأ..؟. مئات، أو آلاف الرسائل توجه لنا يوميا وتمر مرور الكرام دون تأمل أو تدبر فما العمل؟. إنها دعوة بأن نستشعر أهمية الرسالة الإعلامية الموجهة إلينا وأثرها علينا وعلى كل المحيطين بنا من أفراد أسرنا ومجتمعاتنا. لا نريد فتح الأعين وإصغاء الآذان فقط، ولكن نريد رؤية متكاملة وإدراكا لخطر الأثر الذي يقع علينا قياسا على عقوبات وغرامات (ساهر) الحقيقي. المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية تحتم علينا أن لا ندع الحبل على الغارب، وأن نقول للمخطئ أخطأت ونرشده إلى الطريق الصحيح. لو تعاملنا بهذه الروح مع كل ما يصل إلينا من رسائل إعلامية لأمكننا التأثير في مصدر هذه الرسائل وتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة. حين نشاهد برامج للأطفال مع أفراد أسرتنا، ونرى أن فيها مخالفة لما نؤمن به وتربينا عليه، علينا أن نحرك (الحاسة السابعة) لدينا ونوضح لأطفالنا الخطأ والصواب، ونتواصل مع مصدر الرسالة أو من يقف وراءها بأية وسيلة، وهكذا لو قرأنا مقالة أو خبرا، أو استمعنا إلى برنامج احتوى على مخالفة صريحة للخط العام الذي نسير عليه. استشعار المسؤولية، والتجاوب باتجاه تصحيح الخطأ كفيل، على المدى البعيد، بأن ينمي لدينا الرقابة الذاتية، وكفيل أيضا بأن يشعر الآخرين بأن هناك من يتابع ويحرص على مصداقية وأخلاقيات كل ما يبث في وسائل الإعلام، ومع مرور الوقت سنصل إن شاء الله إلى مرحلة التبني الكامل لهذه الحاسة على كل المستويات، وبالتالي الخروج برؤية إعلامية ناضجة سليمة تهتم ببناء الأخلاق والقيم السامية الرفيعة لدى الفرد سواء كان مرسلا أو مستقبلا لأية رسائل إعلامية. [email protected]