«لا راد لقضاء الله»، هكذا يردد كل من عرف الطالبين مجدي سفر وحاتم السلمي اللذين غرقا أمس الأول في مسيل الوادي بالقرب من بلدة الجمعة في مركز «الظبية والجمعة». وكان الطالبان يتميزان بنبوغهما الدراسي الكبير، وبدماثة أخلاقهما فكسبا احترام الجميع، وكانا مشاركين في المناشط المدرسية بفاعلية، آخرها مشاركتهما عبر رسالة حب ودعاء لخادم الحرمين الشريفين. وكان حاتم ومجدي وهما طالبان في متوسطة المدائن، خرجا بعد انتهاء اليوم الدراسي رفقة زملاء لهما إلى مسيل الوادي، فسقط الأول ليحاول الآخر إنقاذه لكنه لحق به. أتت فرق الدفاع المدني للموقع بعد أن قطعت عشرات الكيلومترات للحضور إلى الموقع، لخلو مركز واديي قديد وستارة من فرع للدفاع المدني. الحزن يخيم على المدرسة خيم الحزن أمس على مدرسة المدائن المتوسطة، فزملاء حاتم في الصف الأول متوسط يتكلمون بحزن عنه، فقد فقدوا زميلا متفوقا، والحال ذاته لمجدي الذي كان يدرس في الصف الثالث المتوسط، فعلى لوحات المدرسة تنوعت مشاركاتهما، أجملها رسالة الحب والدعاء لخادم الحرمين بمناسبة شفائه من العارض الصحي، التي كتب فيها الطالب مجدي السلمي: «أهنئ من أعماق قلبي ملكنا الغالي الذي وضع البسمة على شفاه أفراد الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع، الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك الإنسانية، على نجاح العملية التي أجراها في الولاياتالأمريكيةالمتحدة، ونجاح العملية أفرح الشعب. ملكنا الغالي: حمدا لله على السلامة، أطال الله في عمرك ومتعك بثياب الصحة والعافية». وأشاد المعلمان عطية عاطي وفواز مبيريك بالطالبين وأخلاقهما الطيبة، فيما قال المعلم محمد القريقري إن الطالب مجدي سفر من خيرة طلاب المدرسة خلقا وأدبا وتفوقا، فقد كان من ضمن الطلاب المتفوقين ليس على مستوى المدرسة فحسب، بل على مستوى مكتب الإشراف التربوي، كما أن شهادات الطالب حاتم الذي التحق بالمدرسة مطلع الفصل الحالي تظهر أنه من المتميزين دراسيا. أما الطالبان أحمد وعبد الله، فقالا إن مجدي وحاتم كانا يتمتعان بالسيرة الحسنة والتعامل الكريم والخلق الحسن مع كل منسوبي المدرسة. العزاء ومع انتهاء اليوم الدراسي ليوم أمس، توجه المشرفون التربويون ومنسوبو مدرسة المدائن لتقديم العزاء لأسرتي الطالبين مجدي سفر السلمي، وحاتم السلمي، وكان في استقبالهم ذوو الطالبين.