المخدرات واحدة من أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه العالم كله بمختلف مجتمعاته، وخطرها وآثارها أضحت من المسلمات التي لا يختلف عليها أحد، وهي لا تهدد مجتمعا واحدا فحسب وإنما تهدد كل المجتمعات، سواء متقدمة أو نامية. تمثل المشكلة أضرارا مادية وصحية ونفسية بالغة، والتعاطي يقف خلف كثير من المشكلات الاجتماعية كالسرقة والقتل والاغتصاب والنزاع الأسري، ومن العوامل التي تؤدي إلى الإدمان. التعرض لثقافة المخدرات عن طريق: السماع عن المخدرات والرؤية المباشرة للمخدرات ووجود أصدقاء يتعاطون المخدرات. أنواع المخدرات من حيث أصل المادة التي أحضرت منها: مخدرات طبيعية وهي إما أن تستخدم كما هي في حالتها الطبيعية أو تستخدم بعد تحويرها كالخشخاش والقات والقنب والكوكايين، ومخدرات تخليقية أو مصنعة وهي التي تصنع في المعامل أو المختبرات بالطرق الكيميائية وتؤثر على الأجهزة العصبية منها: المنومات والمهدئات؛ التي تسبب الهدوء والسكينة، والمنشطات (الأمفيتامين) وهي تخرج الفرد عن نطاقة وتدخله في تيار من الخيال والوهم. والوقاية من الإدمان مسؤولية مجتمع ككل.. يتضامن لمكافحة إنتاج مواد المخدرات، وتقليل العرض ومقاومة الطلب وإصدار قوانين رادعة لمن يروج تلك المواد، كما تتضمن الوقاية منه التنشئة الاجتماعية الصحيحة داخل الأسرة واستخدام أسلوب الاعتدال في المعاملة وإعطاء الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، التوعية بأضرار المخدرات وخاصة مع الفئات المستهدفة التي ينتشر فيها تعاطي المخدرات، التدخل العلاجي المبكر بحيث يمكن الوقاية من التمادي في التعاطي والوصول إلى مرحلة الإدمان، القضاء على البطالة وإتاحة فرص عمل للشباب حديثي التخرج، تصحيح بعض الأخطاء الشائعة عن دور المخدرات في تخلص الفرد من مشاكله واستخدامها كوسيلة لتطبيب ذاته والهروب من المشكلة، حيث إن المخدرات لا يمكن أن تؤدي إلى حلول للمشكلة، بل يقع الفرد فريسة لمشكلة أكبر فوق المشكلة الأساسية وهي الإدمان، وكذلك تصحيح بعض المفاهيم الخاصة بفكرة الإدمان ودوره الوهمي في زيادة القدرة الجنسية. علي بن عبد الله المفضلي الزهراني