تقع محافظة الليث إلى الجنوب من محافظة جدة بمسافة تبعد عنها 180 كيلومترا، تشكل بقراها حاضرة يفوق مجموع سكانها ال 500 ألف نسمة. تعاني المحافظة مع كل موسم مطر من مخاطر السيول المنقولة وتحديدا التي تنساب من واديي الليث والشعاب. وأدت الأمطار والسيول التي هطلت أخيرا على المحافظة، إلى تعطل حركة السير في عدد من الطرق المؤدية إلى القرى والهجر، وإلى انهيار كامل في عقبة (حقال) التي ما زالت قيد التنفيذ ما كشف عن سوء تنفيذها من الأساس. «عكاظ» رصدت أبرز تفاصيل أحداث السيول ولم تكتف بمشاهدات الكارثة ونتائجها الظاهرة على أرض الواقع واتجهت لتدوين ملاحظات ومعاناة المواطنين الموسمية وما واجهوه مع السيول المنقولة والأمطار. يقول خبيتي الجبيري «أنشأت البلدية حاجزا صخريا لحصر مياه السيول في أحد تفرعات وادي الليث شرقي المحافظة من التحول تجاه المساكن في محاولة لتأمينها، إلا أن ذلك لا يشكل صماما ناجعا لحماية السكان كون مواسم الأمطار تختلف من عام لآخر». ومرورا بشرقي الليث في الطريق إلى مجرى الوادي وصولا إلى نقطة انطلاقه، وعلى بعد 30 كيلو مترا، كان هناك محمد إبراهيم الشريف، حسن الحسناني، وعلي الشريف، مشيرين إلى أن قريتهم موجودة في بطن وادي «نحن من قرية أبوشجيرة، فاجأتنا الأمطار نهاية الأسبوع الماضي، مسببة في تعطل التيار الكهربائي فأبلغنا طوارئ الكهرباء إلا أن مسؤوليها تعذروا بعطل أصاب أحد خطوط نقل التيار». ويرى حسن الحسناني، أن دراسة وضع المحافظة بشكل كامل والمراكز التابعة لها على ضوء التطورات المناخية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة بات عاملا ملحا، خصوصا أن كبار السن من سكان الليث أكدوا عودة المواسم الممطرة من جديد حسب مشاهداتهم وخبرتهم التي اكتسبوها في زراعة محاصيلهم. في أحد المواقع كان منظر الأخدود الكبير الذي أحدثته السيول على أحد جانبي الطريق مفزعا ويفتقد للوحات تحذيرية. في الجانب الآخر حيث سد وادي الليث الذي يعد من أكبر أودية المملكة فقد دمرت السيول الطريق الذي يخترق العين الحارة باتجاهه، كما دمرت عقبة حقال المنفذ الوحيد لسكان مركز حقال وهمزة الوصل بينهم وبين قرى غميقة ومحافظة الليث. وللسد قناة ضخمة لتخفيض منسوب المياه فيه بين وقت وآخر لحين اكتمال المشروع المتعثر منذ خمسة أعوام، وهو البالغة كلفته ما يفوق ال70 مليون ريال، حيث واجهت الشركة المنفذة بعض الصعوبات الجغرافية ما أجبر الجهة المعنية على تمديد العقد 30 شهرا، إضافة لطلب تلك الجهة من الشركة المنفذة ضرورة توسيع الحفرة المقابلة للسد باتجاه المجرى الطبيعي، إلا أن كميات المياه الضخمة التي ظهرت لهم في الحفرة ساهمت في تعطيل العمل وتسببت في تأخير المشروع؛ نظرا للوقت المهدر الذي تحملت الشركة المنفذة تبعاته في تصريف هذه المياه، حيث ما زالت مضخات الشفط تعمل منذ بضعة أشهر على مدار الساعة لرفعها. يفيد مدير مشروع الصيانة في الشركة المسؤولة عن الطريق حسام المحمدي أن العمل يجري عاجلا لشق طرق للطوارئ لتأمين حركة الأهالي شارفت على الانتهاء، كخطوة بديلة ريثما تتم إعادة الأجزاء المدمرة في طريق بني يزيد. وتوقع أن يتم الانتهاء منها في غضون مدة لا تتجاوز 30 يوما ما لم تحدث أي عوارض طبيعية أوسيول جديدة قد تؤثر على الأعمال المنفذة.