أوضح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة أن حقيقة الإسلام أنه دين يحث على الرقي والتقدم وملاحقة العصر، دونما أي تجاوز أو حياد عن منهجه القويم. وأكد الفيصل في حفل تكريم الفائزين في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره البارحة في جدة، أن الملك المؤسس الإمام عبد العزيز، برؤية ثاقبة وحكيمة، بنى دولته على شرع الله دستورا وحيدا، متأبيا، وأبناؤه من بعده، على أي مما يخالف هذا الدستور ويعطله، مشيرا إلى أنه في هذا السياق يأتي اهتمام المملكة القديم المتجدد بالقرآن الكريم، على المستويين المحلي والإسلامي. وقال الفيصل «كما تنطلق فيها مسيرة التنمية والتطوير، التي بلغت ذروتها في عهد مليكنا المقدام، أتم الله عليه لباس الصحة، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، من أجل تأسيس نموذج معاصر للدولة الإسلامية الناهضة الفاعلة، المالكة لكل أسباب القوة، في حمى هذا الدستور الإلهي الآمن الرصين»، موضحا أن المملكة، قيادة وشعبا، تؤمن أن هذا الدستور هو أعظم ما يؤمن مسيرتها، ويحقق لها القوة والمنعة. وأشار إلى أن تكريم الفائزين في المسابقة، هو احتفاء بكل رفقائهم المشاركين، ونشد من عزمهم على الجد والمثابرة والمواصلة، ونحفز أقرانهم من أبناء الدول الإسلامية كافة على اللحاق بشرف هذا السباق العظيم. وأضاف «ليس هناك غاية أسمى، ولا مكرمة أعظم عند الله، من حفظ كتابه الكريم، والاشتغال بعلومه، واستكناه كنوزه، وسبر أغوار حقيقة مراده، لا بقصد الوقوف عند حد المعرفة فحسب، ولكن بقصد سلوك منهجه القويم، تأسيا برسوله الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، فكان خلقه القرآن». وألمح الفيصل إلى أن العالم المعاصر يموج بالقلق والاضطراب والاحتراب، مضيفا «تبتدئ عظمة هذا القرآن، ونحن نراه يحمل إلى عموم البشرية دستورا ربانيا منضبطا (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، ومنهجا قويما متكاملا لفلاح الإنسان في حياته، وسعادته في الدنيا والآخرة، الأمر الذي يغري هذا الإنسان، حتى في الدول الأكثر تقدما وحضارة مادية، بالدخول في هذا الدين القيم عن يقين ومصداقية». وأشار إلى أن القرآن يبلغ إعجازه في قدرته المفردة على مواكبة كل العصور والدهور «بما يحقق صيانة صحيح الدين الإسلامي، القائم على الوسط العدل، ويؤصل نهضة أتباعه وريادتهم في كل زمان ومكان، طالما التزموا صحيح منهجه». وكان الفيصل قد بدأ كلمته بقوله «شرف عظيم أن ينيبني سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحفظه الله، في حضور محفلكم المبارك، وأن أهدي تحياته وأطيب تمنياته بالتوفيق والسداد لهذه النخبة الماجدة، في ليلة مباركة من شهر المحرم، تعطرها أفياء القرآن الكريم».