أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أن «عظمة القرآن الكريم تتبدى في عالمنا المعاصر الذي يموج بالقلق والاضطراب والاحتراب، ونحن نراه يحمل إلى عموم البشرية دستوراً ربانياً منضبطاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومنهجاً قويماً متكاملاً لفلاح الإنسان في حياته وسعادته في الدنيا والآخرة الأمر الذي يغري هذا الإنسان حتى في الدول الأكثر تقدماً وحضارة مادية بالدخول في هذا الدين القيم عن يقين وصدقية، ويبلغ إعجازه مبلغه في قدرته المتفردة على مواكبة كل العصور والدهور بما يحقق صيانة صحيح الدين الإسلامي القائم على الوسطية والعدل، ويؤصل نهضة أتباعه وريادتهم في كل زمان ومكان طالما التزموا صحيح منهجه». وقال خلال تكريم الفائزين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده أول من أمس (الأحد) في جدة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: «شرف عظيم أن ينيبني خادم الحرمين الشريفين في حضور حفلتكم المباركة وأن أهدي تحياته وأطيب تمنياته بالتوفيق والسداد لهذه النخبة الماجدة في ليلة مباركة من الشهر المحرم تعطرها أفياء القرآن الكريم». وأضاف: «ونحن نكرم سوابق الفرسان الفائزين في هذه الدورة إنما نحتفي كذلك بكل رفقائهم المشاركين ونشد عزمهم على الجد والمثابرة والمواصلة ونحفز أقرانهم من أبناء الدول الإسلامية كافة على اللحاق بشرف هذا السباق العظيم المبارك، فليس هناك أسمى ولا مكرمة أعظم عند الله من حفظ كتابه الكريم والاشتغال بعلومه والاستكناه بكنوزه، وسبر أغوار حقيقة مراده لا بقصد الوقوف عند حد المعرفة فحسب ولكن بقصد سلوك منهجه القويم تأسياً برسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي «أدبه ربه فأحسن تأديبه» فكان خلقه القرآن». وفي الحفلة، أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن القرآن تضمن رفعة وشمول تقرير حقوق الإنسان، إذ قرر حق الإنسان لإنسانيته في حفظ الدين وحفظ النفس والمال والفعل والنسل والعرض، فدل على حفظ الضروريات الخمس، كما كان أول تشريع لحفظ حقوق الإنسان، فضلاً عن اشتماله على تحريم الظلم أياً كان، مبيناً أن السموات والأرض قامتا على العدل. وأوضح أن ظلم الإنسان مسلماً كان أو غيره محرم، مؤكداً أن إيقاع الظلم في الناس بغير وجه حق بما يسمى بالمصطلح المعاصر ب «الإرهاب» الذي هو إخافة الناس أو التعدي على العرض أو المال أو نحو ذلك فإن القرآن يقرر تحريمه وتحريم الغلو وقتل النفس والتعدي على الأعراض وتحريم أن يكون المسلم غير آمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى وقال: «لهذا جاء الإرهاب مشيناً في هذه الأمة ومحارباً لكل حامل له، إذ إن أهل القرآن هم أول من يحارب الإرهاب على هذا النحو، وهو أن يخاف بغير وجه حق أو أن يعتدي على الأنفس فجرائم الإرهاب والقتل والتكفير والتفجير الذي نراه في أكثر من بلد إسلامي، وغيره فإن هذا ما تحرمه الشريعة ويحرمه هذا القرآن الذي يحرم حفظته كل اعتداء على النفس بغير وجه حق». وتابع: «حدث في هذه الأيام اعتداء على بعض القبطيين في مصر في كنيسة يتعبدون فيها فكان الاعتداء عليهم من أبشع أنواع الإرهاب، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من آذى ذمياً فقد آذاني»، وقال أيضاً: «استوصوا بالقبط خيراً»، الذين يعيشون في بلاد الإسلام من سائر الديانات كاليهود والنصارى فإن لهم حقاً وإن لهم ذمة في أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، فكيف تنتهك حرماتهم وفي مكان عبادتهم»، مبيناً أن القرآن يحرم هذا ويجرمه ويحكم على من فعلوا هذه الجريمة بأنهم على ضلال. بدوره، كشف الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح ترشيح 188 متسابقاً للمنافسة، حضر منهم 170 متسابقاً، أما ممثل المشاركين، عضو لجنة تحكيم المسابقة الحكم الإندونيسي إحسان ساخو محمد فأشار إلى هذه الدورة ال32 من المسابقة لتستقطب كوكبة جديدة من علماء القراءات من أقطار العالم الإسلامي مشرقاً ومغرباً.