انتقد إمام وخطيب المسجد الحرام من وصف الشريعة بأنها مجموعة تعاليم يغلب عليها العقاب والترهيب والتخويف الداعي إلى التنفير، وقال: «كذب فهمهم وخاب ظنهم حيث لم ينظروا إلا بعين واحدة ولم يدركوا أن الثواب والعقاب صبغة الله «ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون» فاتهموا العقوبات في الإسلام وقدحوا في الحدود الشرعية ووصفوها بألسنة حداد فذموا القصاص وقطع يد السارق ورجم الزاني الثيب وجلد شارب الخمر وأرادوا للمجتمعات أن تسير عرجاء برجل واحدة». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم في خطبة الجمعة أمس: «هناك آخرون غلطوا غلطا فاحشا في تطبيق الثواب والعقاب وذلك من خلال أمور أربعة، أولها أنهم وضعوا الثواب في موضع العقاب، وجعلوا جزاء المخطئ المثوبة كالمحسن على حد سواء، وهذا انحراف مشين وخروج عن السبيل، إذ كيف يثاب العاصي على معصيته وكيف يكرم المرء على خطئه، وثانيها أنهم وضعوا العقاب موضع الثواب فجعلوا جزاء المحسن الحرمان وأنه هو والمسيء على حد سواء، وثالثها أنهم ميزوا بين الناس في الثواب والعقاب، ورابع الأمور هو الإسراف في المثوبة فوق الاستحقاق والإسراف في العقوبة فوق ما ينبغي. وبين الشريم للمسلمين شروط استقرار المجتمع المسلم، وقال: «لا يستقر مجتمع مسلم إلا بتحقيق مبدأ الثواب والعقاب في أوساطه وعلى كافة أحواله في العبادات والمعاملات، كما أنه لن يستقر مجتمع انحاز إلى أحد شطري هذا المبدأ فلن يفلح مجتمع لا يعرف إلا الثواب ولم يسلك إلا مسلك الإرجاف كما أنه لن ينهض مجتمع لا يعرف إلا العقاب ولم يسلك إلا طريق التنطع والمشادة ولأجل هذا وصف الله أمة الإسلام بأنها الأمة الوسط». وأضاف «هذا هو سر تفضيل هذه الأمة لأنها هي وحدها التي تملك هذا التوازن وتمسك به مع الوسط حتى لا يغلب طرف طرفا ولا يبغي جانب على جانب ولولا هذا المبدأ لتساوى المحسن والمسيء والمؤمن والكافر والعادل والظالم والصادق والكاذب». وفي المدينةالمنورة، أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس، أن النفس البشرية تتمكن بعبوديتها لله وحسن معاملتها مع الخلق وشرع الله لعباده من الأخذ بمعالي الأمور والنهي عن سافلها، وقال: «الوفاء من الأخلاق الكريمة ومن صفات النفوس الشريفة وهو من أسس بناء المجتمع واستقامة الحياة وهو الاعتراف بالفضل ورد الجميل لمن أسدى إليك معروفا أو مد إليك يدا». وأوضح القاسم «أن أعظم عهد يجب على المرء الوفاء به هو الوفاء مع الله بأن يعبده وحده لا يشرك به شيئا»، وزاد «إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان وفيا مع صحابته، وأمر بحفظ الود لصحابته كلهم بعد مماته». وبين إمام وخطيب المسجد النبوي «إن الوفاء يعظم مع الوالدين فقد تعبا لراحتك وسهرا لنومك وكدح والدك لعيشك وحملتك أمك كرها ووضعتك كرها وأول واجب فرضه الله من حقوق الخلق البر بالوالدين»، مبينا «أن من الوفاء لهما الدعاء لهما وطاعتهما في غير معصية وفعل الجميل معهما وإدخال السرور على نفوسهما ومن البر بهما أن يريا ثمرة جهدهما على أولادهما بسلوكهم طريق الاستقامة والصلاح ومن الوفاء لهما إكرام صديقهما بعد موتهما». وزاد «أن من الوفاء، الوفاء بين الزوجين فقد جمعهما عقد عظيم»، وأضاف «من الوفاء محبة العلماء وتوقيرهم وإجلالهم إذ هم حملة الدين وورثة المرسلين، كما أن للصاحب وفاء يتحقق بشكر أفعاله وحفظ سره ووده والثناء الحسن عليه ومنع وصول الأذى إليه وبذل الندى له ولأولاده ومن صنع إليك معروفا فكافئه عليه فإن لم تجد ما تكافئه عليه فادع له فإنه من الوفاء».