ألف هذا الكتاب جيف بيلانجر وهو صحافي استهوته لوقت طويل من تاريخه الطفولي والمهني لاحقا فكرة الكتابة في متابعات ممتعة عن كوابيس المنامات ليلا، يشرح المؤلف في أحد مراجعاته كيف استهوته هذه الفكرة من الأساس، ذات مرة كتب الناس يقضون ثلث حياتهم نياما، وفي كل ليلة تكتظ منامات الكثير بالأحلام المزعجة.. فيما تذهب القصص والتجارب التي يخوضونها أثناء النوم هدرا من غير تدوينات تجدر بها، ولذلك قرر المؤلف ووفقا لميوله القديم استثمار هذه التجارب الإنسانية والمخيفة في الوقت نفسه في مشروع موسوعي من أوسع الأبواب. في بداية موسوعة الكابوس يطرح المؤلف سؤالا يستغرق وقتا طويلا للإجابة عليه، وهذا السؤال يتوافر بطي ماهية الكابوس وما مدى أهمية التعرف عليه من خلال منامات الليل، لقد سبق للمؤلف طرحه الجانب الأول من السؤال على كثير ممن حاول الإفادة من خلال أحلامهم، فيما أخذ على عاتقه مسؤولية التعرف على أهمية الكابوس عبر ثقافات العالم المتوافرة إلى خبراته السابقة آنيا في وقت الكتابة وتاريخيا من خلال الرجوع إلى مدونات العصور الوسطى بتناولات تقليدية خرافية وسريريا أيضا لدى العيادات النفسية. كان المؤلف مغرما منذ طفولته التي قضاها في نيو انجلند في أمريكا في اكتشاف العوارض الخفية في حياة الإنسان، حيث أخذ على عاتقه منذ وقت بعيد دراسة هذه الحالة باستقصاء روايات يحصل عليها من شرائح مختلفة لذاكرة الكابوس. ذات مرة وتحديدا عام 1999م أطلق موقعا إلكترونيا واسمه ما لا يمكن توقعه على الإطلاق، وتمكن الموقع من جذب مئات آلاف الزائرين سنويا، وهكذا بقيت قضية الكوابيس من خلال منامات الليلية حقله المفضل الذي يستهويه إلى أن تمكن من خلال استثمار خبراته الصحافية إلى إنجاز مجموعة كتب تتصل بهذا الجانب من بينها: «أكثر الأماكن مسكونة بالجن في العالم» و «ملفات سرية» و«حوار مع الموتى» إلى أن وصل أخيرا إلى تأليف موسوعة الكابوس بتناولاتها لأكثر الكوابيس إزعاجا لدى شرائح بشرية من أمريكا والمكسيك وبريطانيا ونواح من جنوب أوروبا. هذه الموسوعة تقدم دراسة للأفكار حول الأحلام السيئة في مناطق متفرقة من العالم وأثناء فترات مختلفة من التاريخ في الغرب، وقد استعان المؤلف بكثير من مرجعيات البحوث السريرية في الآونة الأخيرة، هذا عدا دراسته من جانب آخر لنظرية الغموض، كما حاول من خلال بحثه التنقيب في ذاكرة الأفلام الشعبية. ومن خلال الموسوعة يستعرض المؤلف بعضا من نظريات القرون الوسطى حول الكوابيس التي كان الأوروبيون ووجهة النظر الغربية عموما، ترى من خلالها أن عموم الأحلام بغض النظر عن تصنيفاتها العلمية هي مجرد سفر للجسد الإنساني إلى عوالم أخرى، ومن هنا يسوق إلينا المؤلف جزءا من معتقدات الموروث الخرافي لشياطين تهاجم البشر وتغتصب أرواحهم أثناء النوم، فيما يستعرض علم النفس الحديث أيضا إلى جانب النظرية الخرافية، إذ يؤكد الجانب العلمي السريري والنفسي أن الكوابيس هي نتاج نزاعات ترجع للقمع من اللا وعي الذي يتسلل إلى أحلام النائم بغرض المطارة واصطياده حد الانتقام. The nightmare encyclopedia your darkest dreams interpreted Jeff Belanger, Kirsten Dalley