هذا كتاب لا تتجاوز مجموع صفحاته ثمانيا وخمسين ورقة من الحجم المتوسط، وهو نتاج تعاون بين باحثين ينتميان إلى حقل الدراسات النفسية. يتناول المؤلفان سوزان باوليتشي وستيفين باوليتشي الخطوط العامة لموضوع الاكتئاب من نواح نفسية، فيما يوضحان من خلال المقدمة أن الكتاب يمثل بداية ذكية لأي قارئ يرغب التعرف على أعراض الاكتئاب بتطوراته المؤلمة وصولا إلى تأثيره على الأعصاب.. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما تتجاوز تأثيرات الاكتئاب أيضا على العائلات اللاتي ينتمي إليهم شريحة المكتئبين وخاصة أولئك الأشخاص ممن يرتبطون بهم على نحو عاطفي.. وفي هذا الكتاب يصف المؤلفان أعراض الاكتئاب وأسبابه ووسائل العلاج المتوافر لوقف نمو الاكتئاب، هذا عدا المضادات الدوائية التي يمكن استخدامها تبعا لتطور حالات الاكتئاب. ويتضمن الكتاب العديد من الإرشادات البناءة بطي التوجيه الفكري إلى الأشخاص ممن يوجد لديهم تعاملات مع مرضى الاكتئاب، والخطوة الأخيرة تعود إلى استخلاص المؤلفين لطرق ووسائل يمكن استخدامها بطريقة مباشرة من خلال أقرباء ضحايا الاكتئاب.. يستهل الكتاب فصله الأول بتعريف الإطار العام لحالات الاكتئاب موضحا أنواعه والفوارق بين حالة وأخرى وفي الوقت نفسه يجيب المؤلفان من خلال الفصل الثالث على أهم مسببات الاكتئاب ومدى حالات المعاناة التي تنفرد بها كل حالة عن أخرى، وكيف يمكن للأطباء النفسيين تشخيص حالة الاكتئاب في المرضى من عدمه، وكيف يمكن التعامل مع الحالات المتفاوتة للاكتئاب، وينهي المؤلفان جولتهما مع الاكتئاب بطرح أربع إحالات ذات أهمية أولها أن الكتاب يجيب على سؤال هل يمكن علاج الاكتئاب أو أن ما سبق مجرد محاولات استقصاء غير ذات جدوى، وثانيا إلى أي مدى يمكننا لعلماء النفس اعتبار الاكتئاب قاتلا بإمكان الإنسان من خلال معاناته وضع حد لحياته، وثالثا ما الذي يفترض علينا من خلال قراءة الكتاب الإلمام به حول مسألة الاكتئاب، ورابعا ما هي أنسب المؤسسات والمنظومات العلاجية التي يمكن لمرضى الاكتئاب التوجه إليها بهدف الحصول على التوجيه والمساعدة اللازمين للاستشفاء من الحالة..