بين مكينتي حلاقة، مختلفتين في الحجم ومتفقتين في الهدف، يستعد الإبل والبشر للاحتفال اليوم بتتويج ملكة جمال (المزاين) على جائزة الملك عبد العزيز لمزايين الإبل. داخل الخيمة، يجلس سويلم لتشذيب ذقنه وتحديد شاربه الطويل على يد حلاق ال47 يوما، وخارجه تقف الناقة الحسناء (مسليه) لأخذ بعض من وبرها لتزداد فتنتها في يوم عرض المنافسة الفردية على لجنة الحكام. داخل خيمة تحولت إلى صالون حلاقة يزدحم المشهد بملاك إبل وأقاربهم وصحافيين، بينما يدير الموقف الحلاق المصري حمدي الحائر بين أسعار الإبل، وقبول وجهات نظره عن حرية الصحافة والرأي والرأي الآخر، مانعا تصويره وهو يحلق داخل الخيمة بحجة «حريته الشخصية وتعليمات الكفيل». وبالقرب من خيام الحلاقة التي تعمل خمسة أسابيع كل عام، يضع منظمو المهرجان اللمسات الأخيرة على موقع الحفل الذي سيشهده صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة، ومن الناحية الأخرى يتفحص أعضاء لجنة التحكيم مواطن الجمال في ملكات جمال الإبل المرشحات للفوز في يوم المنافسة الفردية. يدقق الحكام في ميزات هي المحك في اختيار الملكة مثل: الرقبة بين طولها ودقتها، والخد الممتد والشفاه الطويلة والغليضة، والأذنين المرتفعة المائلة، والأعين الكحيلة، والسنام المرتفع والمائل إلى الخلف. و«تتبختر» الملكة أمام مالكها على ترنيمة القصيدة التي أعدت لها شخصيا، بينما الداعمون الأقارب يرقصون فرحا وتحفيزا للناقة ومالكها، حتى تصل (المزيونة) إلى موقع التحكيم.