تستعد محافظة حفر الباطن (شمال شرقي السعودية)، لاستضافة «أجمل جميلات الإبل» على مستوى الخليج العربي، التي ستتنافسن على نيل «جائزة الملك عبدالعزيز للتراث»، في مسابقة «مزايين الإبل». وتشهد المسابقة التي تقام على مساحة 12 كيلومتراً، في منطقة أم رقيبة، الواقعة على أطراف صحراء الدهناء، تنافساً محموماً لنيل لقب «أجمل ناقة». كما تسجل أرقاماً «فلكية» في عمليات بيع وشراء الإبل، تجتاز حاجز المليون ريال للواحدة منها. فيما يراوح سعرها في الأوقات الأخرى، بين 200 و500 ألف ريال. وتستمر «مزايين» أم رقيبة، لمدة شهر سنوياً، بحضور شيوخ القبائل والعشائر الذين يحرصون على اقتناء أفخر سلالات الإبل. وتتحول المنطقة الصحراوية، التي تخلو عادة من السكان بقية شهور العام، إلى مدينة «مزدهرة» خلال فترة المنافسة. وتشهد سوق «أم رقيبة» حركة اقتصادية نشطة، إذ تقدّر القيمة الإجمالية للإبل بنحو بليون ونصف البليون ريال. ويتم إبرام صفقات يومياً، إذ يتم بيع وشراء الإبل والنوق، لتدعيم إبل متسابق، وتكثيف فرصه في البيع على فئته التي يسابق فيها. كما تصاحب المزايين سوق شعبية تقام على مساحة تبلغ ثمانية كيلومترات. وتضم هذه السوق 500 محل تجاري، وفيها أماكن مخصصة لبيع الإبل، ومحال لبيع المواد الغذائية، وأخرى لبيع الخيام وتأجيرها، ومطاعم ومغاسل وأماكن حلاقة، ومحال لبيع الملابس الشتوية و«المفارش»، إضافة إلى محال لبيع الأواني المنزلية والتراثية المستوحاة من البيئة الصحراوية. وتقسم لجنة التحكيم، التي يشرف عليها ويتابعها رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز، الإبل إلى أقسام، بحسب لونها، منها «المجاهيم»، وهي إبل تتميز بسواد لونها. و«الحُمُر» ذات اللون الأحمر، وكذلك «الصُفُر»، أما «الوضح» فهي ضاربة في البياض. وتخضع مقاييس جمال الإبل، إلى طول الجانب، فكلما كان أطول عُدَّ أفضل، وكذلك شكل السنام وطوله، والعرقوب ومدى بروزه، إضافة إلى الرقبة واعتدالها، وعدم تهدلها، و«الفحجة»، وهي بُعد القوائم الخلفية عن بعضها، وكبر الرأس، إضافة إلى «أصالة» السلالة. ويحرص البدوي على وضع علامة بالكي بالنار (الوسم)، لتمييز إبله عن غيرها، فتعرف بأنها له من وسمها الذي تستحيل إزالته، بل إن بعض أنواع الإبل ارتبطت ببعض القبائل العربية، ف«الشعل» ارتبطت بقبيلة الظفير، و«الصفر» بعنزة.