أكد الناقد والأديب سعيد السريحي أن كارثة سيول جدة قبل أكثر من عام أنطقت الأغلبية الصامتة في المجتمع عبر عدة طرق، تركزت على الشبكة العنكبوتية، منها: موقع اليوتيوب العالمي، وشبكة الفيس بوك، والمدونات الإلكترونية، والانتخابات. وأوضح السريحي في محاضرته «الأغلبية الصامتة» البارحة الأولى في النادي الأدبي في الرياض، أن الصحافة ليست المنفذ الوحيد لتعبير الأغلبية الصامتة عن رأيها. وشارك أستاذ الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد البشر السريحي في محاضرته، حيث دافع الأخير عن الصحافة متهما البشر بالتحامل عليها عند قوله «الدكتور البشر تحامل على الصحافة ووصفها بأنها المسؤولة عن صمت هذه الأغلبية، تمنيت لو أن الدكتور البشر حاول إيجاد عذر للصحافة كما أوجد أعذارا للسياسة». ولفت السريحي إلى أن الأغلبية الصامتة اختارت الصمت لأنها الأكثرية في اتخاذ القرار، بينما ظهر صوت الأقلية لاعتراضها على قرارات هذه الأغلبية الصامتة. من جهته، أوضح البشر أن الأغلبية الصامتة من الناس في كل بلد أو مجتمع لا تقوم بالتعبير عن آرائها بصورة علنية لظروف معينة، وتظهر هذه الفئة في معظم المجتمعات «في المجتمع الديموقراطي تكون الأغلبية الصامتة على حالتين، الأولى: أن يكون المواطنون مشغولين في أعمالهم ولا يعنيهم ما يدور في المجتمع، ما دام الأمر لا يلامس همومهم ومعيشتهم، والثانية: أن تتعاون وسائل الإعلام مع الحكومة لتغييب صوت الناس وآرائهم بحسب توجهات الحكومة كما حصل في أمريكا إبان إعلانها الحرب على الإرهاب، حيث لم يظهر الإعلام صوت الجمهور في تأييده لهذه الحرب من عدمها». وتحدث البشر عن الأغلبية الصامتة في المجتمع الدكتاتوري، مبينا أنها تكثر في هذا المجتمع بسبب عدم وجود تعددات حزبية ولا حرية للرأي. وحول كيفية استنطاق الأغلبية الصامتة، أوضح أنه يكون بإنشاء استفتاءات واستطلاعات رأي للشعب، يشارك فيه كل مواطن عبر الشبكة العنكبوتية مثلا، متمنيا أن تقوم الصحف بتبني منابر للرأي العام، حيث يتم وضع استفتاء كل أسبوع عن قضية معينة تهم المواطن مثل الأمن والبطالة والفقر.