مع اقتراب الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية العام 2008، إلا أن تفاصيل جرائم الاحتلال البشعة بحق الشعب الفلسطيني تظهر يوما بعد يوم. فالحرب الضروس التي شنها الاحتلال على أهالي القطاع، والتي سميت بعملية «الرصاص المصبوب» اختلط فيها عنف الطائرات وفوهات المدافع مع انتهاكات لا أخلاقية بعيدة حتى عن سلوك الحرب، وفي هذا الإطار وجهت لائحة اتهام ضد جندي إسرائيلي التزم الصمت خلال الفترة الماضية، ولكن التلفزيون الإسرائيلي فجر أمس مفاجأة، إذ كشف عن اعتراف الجندي الإسرائيلي بقتل مواطنة فلسطينية أثناء الحرب على غزة وذلك بعد تلقيه أوامر من ضابطه بقتل كل شيء أمامه حتى من يرفعون راية بيضاء. ونقل عن الجندي في لواء «جفعاتي» (نخبة الجيش الإسرائيلي) أن الجندي قتل فلسطينية كانت تحمل راية بيضاء وأطلق عليها النار في الجزء العلوي من جسدها ووقف قرب جثتها إلى أن حضر الضابط ووبخه بقوله «أتقتل بدم بارد ستذهب إلى الجحيم». وأكد الجندي الذي حاول الدفاع عن نفسه أمام الضابط أنه تلقى الأوامر وزملاءه الآخرين من ذات الضابط بقتل كل شيء، وأجابه الضابط «اخرس، فلن تبقى في وحدتي بعد اليوم». وأوضحت القناة أن تلك الحادثة سجلت في ملف الجيش الإسرائيلي ضمن أفجع لائحة اتهامات مسجلة ضد جندي في الجيش خلال الحرب على غزة، ونقلت القناة رد الضابط المسؤول عن «إعطاء أوامر القتل» بزعمه أنه رأى قرب أحد المنازل سبعة فلسطينيين يقتربون وأمر الجميع بإطلاق النار ولم يذكر أنه رأى سيدة ترفع راية بيضاء. وأضاف الضابط، بدأت أولا بإطلاق طلقات تحذيرية تجاه السبعة القادمين، لكن الجنود من حولي أطلقوا النار مباشرة وأسقط أحدهم تلك السيدة تسبح في دمائها، وسأل الضابط الجنود في تلك الواقعة عن الذي قتل السيدة، فأجاب أحدهم بأنه من فعل ذلك، وقال له «حسنا فعلت»، وما إن تحقق الضابط أن الضحية «سيدة مدنية» حتى باغته بالتوبيخ . وبث التلفزيون الإسرائيلي البارحة الأولى، اعترافات الجندي وجنود آخرين خلال الحرب على غزة على القناة الإسرائيلية الثانية.