** «ندرة الأراضي تعطل 66000 وحدة سكنية في برنامج إسكان الدولة» ؟؟؟. ** إنه خبر نشرته «عكاظ» في عددها ليوم الأحد الماضي 12 محرم 1432ه في الصفحة الأولى ولكن بدون علامات الاستفهام «الثلاث» التي أضفتها.. وقد تملكتني الدهشة والاستغراب والعجب والغضب.. وكأن، هذه البلاد الشاسعة الواسعة المترامية الأطراف قد ضاقت بأهلها فما عاد بها متسع أو أراض لبناء مشروعات الدولة الإسكانية من أجل مواطنيها حيث تصل نسبة الذين لا يملكون سكنا فيها إلى أكثر من 78% وفقا لتقارير رسمية محايدة لا تضليل ولا مغالطة.. ولا مبالغة أيضا فيها. ** ويأتي في مقدمة الخبر الغريب أن الهيئة العامة للإسكان تشكو من ندرة الأراضي التي تعطل مشاريعها في خطة التنمية التاسعة، وهذا يعني حرمان 66 ألف أسرة سعودية من الحصول على مسكن. ** أقف هنا لأقفز كأني ملدوغ.. أو كأي سنجاب أو كما «الجنوبي السستة» القافز من فرط التعب والغلب والغضب. ** يا هيئة الإسكان.. هل ضاقت بكم الأرض بما وسعت عن بناء مساكن لمواطني هذا البلد.. أم أن المبالغ الهائلة والكبرى التي رصدت لا تجدون سبيلا لإنفاقها بحجة عدم تسلمكم لأراض من البلديات يتم البناء عليها.. ومن سوف يصدقكم من أبناء هذا الوطن. ** نعم نحن نعرف أن هناك العديد من أراضي الدولة في أطراف المدن قد اعتدي عليها.. وفي مدينة جدة وحدها اكتشفوا الاعتداء على عشرة ملايين متر (م) في شرق جدة فما بالكم بشمالها وجنوبها وشواطئ بحارها.. وكم مساحة هذه الأراضي المغتصبة.. ومع كل هذا لا تزال أراضي الله واسعة ورحمته أوسع.. وأرض بلادنا أرحم وأحن علينا من أن تضيق بنا أو نضيق بها.. لا زالت أرض الخير الكبرى «مملكة الحب والعطاء» قادرة على أن تأوي أبناءها. ** دعوا الأعذار والحجج وشمروا عن سواعدكم وابنوا حضارة بلادكم.. وتأملوا ما يحدث إلى جوار أنوفكم وأمام أعينكم.. أولئك الأفاقين والشتات من كل أرض كيف بنوا مستوطناتهم الممتدة والكبرى على أرض مغتصبة في أشهر قليلة ستة آلاف وحدة سكنية في أقل من شهرين. وأنتم بربكم كم بنيتم من مساكن لمواطني هذا البلد من محدودي الدخل منذ إنشاء وزارة الإسكان التي جاءت بعدها الهيئة العامة للإسكان التي لازالت تدرس وتفكر وتخطط وتنتظر من يسلمها الأرض.. وتدعي ندرة الأراضي في المملكة العربية السعودية.. والله إنه لعذر أقبح من فعل.. اتقوا الله فينا واتقوا الله فيمن أوكل إليكم هذا الأمر حماه الله ورعاه وأبقاه أبا رحيما لأبناء شعبه. ** يا هيئة الإسكان: هل تودون أن تنتهجوا نهج لجنة معالجة الفقر التي انتظر الناس الفقراء أن تعالج أوضاعهم فوعدوهم بعد ثلاثين عاما وأنفقوا على دراساتهم وخططهم أكثر مما أنفقوا على الفقراء. ** بقي ما أود أن أشير إليه.. لقد آثرت ومنذ عودتي للكتابة في «عكاظ» أن أبتعد عن هذه المنغصات والكتابة عن هموم الناس، وتركت هذه المهمة لزملاء بارعين وكتاب مميزين، واخترت ما يرطب وقتكم.. وفي الغالب أشياء يكتظ بها صدري لا صدوركم.. ولكن «حكاية ندرة الأراضي» هذه دفعت الإنسان السستة في داخلي ليقفز.. فاعذروا جنوبيا صدق .. ولا أزيد. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة