لم يدر بخلد الأب والأم اللذين يعملان طبيبين في مركز الرعاية الأولية في قسم الطوارئ في الشقيق، أن طفلتهما مريم وشقيقها عبد الرحمن سيقضيان اختناقا بدخان نيران اندلعت في المنزل. المأساة التي أذهلت أهالي الشقيق، بدأت فصولها بعد مغادرة الدكتور محمد سعد الباز والدكتورة منال إلى مقر عملهما في مناوبة ليلية، بعد تركهما الصغيرين في المنزل، فيما أخذا الطفل الثالث عبد الله سبعة أعوام معهما، إلا أن عبث الصغيرين بولاعة تسبب في اشتعال النيران في الغرفة التي يقيمان فيها، فبدآ في إطلاق صرخات الاستغاثة دون جدوى، ولم ينجحا في الهروب من النيران الملتهبة التي بدأت تزداد في ظل وجود الأسفنج وأوراق منتشرة في الغرفة، فكان الدخان كفيلا بأن يقضي على حياتهما. تسرب الدخان إلى خارج الشقة نبه أحد الجيران إلى الكارثة، فتم إبلاغ عمليات الدفاع المدني في الشقيق والتي باشرت على الفور الموقع بقيادة الملازم أول عبدالله أبو عوه، حيث بذل أفراد الدفاع المدني جهودا لاقتحام المنزل المغلق بإحكام. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان النقيب يحيى القحطاني، أن غرفة العمليات في مركز الدفاع المدني في الشقيق تلقت بلاغا عن وقوع حادث حريق في منزل مكون من ثلاثة أدوار، وعلى الفور تم تحريك فرقة الإطفاء والإنقاذ والإسعاف لموقع الحادث وعند وصول الفرقة اتضح أن الحادث عبارة عن حريق في غرفة في الدور الأرضي، وكان في الغرفة المجاورة لموقع الحريق طفلان أحدهما يبلغ من العمر ثلاثة أعوام وشقيقته خمسة أعوام، من الجنسية المصرية وتم اقتحام الموقع وإخلاء المبنى بالكامل وإخراج الطفلين ونقلهما إلى المستشفى وصدر بحقهما تقرير طبي يفيد بوفاتهما اختناقا من الدخان الناتج عن الحريق وتم إيداعهما ثلاجة الموتى لحين استكمال إجراءاتهما، مشيرا إلى أن أسباب الحريق ناتج عن عبث الأطفال. وشدد النقيب القحطاني على عدم ترك الأطفال بمفردهم في المنازل وعدم ترك المواد القابلة للاشتعال بالقرب منهم، مؤديا واجب العزاء لذوي الطفلين. ونفى والد الطفلين الدكتور محمد سعد الباز، أن يكون سبب الحريق ماسا كهربائيا، وقال الأب المكلوم ل«عكاظ»: أنا مؤمن بقضاء الله وقدره وما حدث لطفلي فاجعة كبيرة، ويبدو أنهما وجدا ولاعة أو كبريتا وحاولا إشعال بعض الأوراق الموجودة في الغرفة ما سبب الكارثة. وأضاف: بعد تحول عملي وزوجتي للمسائي، اعتدنا على تركهما في المنزل بعد تأمين البيت، إلا أن ما حدث أمر مكتوب ويجب أن نؤمن بهذا. إلى ذلك، نقل كل من مدير المراكز الصحية في منطقة جازان عيسى بن أحمد دحلان، ومدير قطاع الرعاية الأولية في الدرب قاسم جحلان أمس تعازي وزير الصحة ومدير الشؤون الصحية في منطقة جازان لوالد الطفلين الدكتور محمد الباز، فيما قطع رئيس مركز الشقيق عبد الله حمدي إجازته وعاد من الرياض للوقوف على الحادثة التي هزت المنطقة، حيث قدم العزاء لأسرة الطفلين، وطلب تقريرا مفصلا عن الحادثة.