كان ضيف المذيعة في قناة التلفزيون السعودي يتحدث عن الرعاية الطبية المنزلية بكل ثقة وثبات ويدعو إلى معالجة المرضى المزمنين وكبار السن في البيوت ويستعرض جهود وزارة الصحة في هذا الشأن! وينصح المشاهدين الذين لديهم مرضى وكبار سن أن لا يتخلوا عنهم! وكان حديثه رائعا جدا ينقصه فقط «الحقيقة»! وكنت أستمع إليه من باب (أسمع كلامك أصدقك أشوف فعالك أستعجب)! فالمتحدث الكريم يعمل بوزارة الصحة طبيبا مسؤولا عن الرعاية الصحية المنزلية هذه الرعاية التي تبحث عنها في الواقع فلا تجدها! بل يتشدقون فخرا ورضا عن النفس وثقة لا حدود لها! وبالتأكيد قدر الله وما شاء فعل لكن الله أمرنا بفعل الأسباب ولم يأمرنا أن نترك مرضانا بآلامهم حتى يتوفاهم الله عز وجل! وفيما يخص الرعاية المنزلية فلا يخفى على القارئ الكريم أنها كلام على ورق للفضائيات! بينما كثير من ذوي المرضى يعانون المرارات كلها كي يوفروا لأعزائهم من أهلهم وذويهم الفرص اللائقة للعلاج .. والتطبيب في مجتمع يؤنبه ضميره أن يرمي بعض الأبناء والعياذ بالله آباءهم وأمهاتهم في دور المسنين لأنهم عاجزون عن رعايتهم طبيا بالمنزل.. فلو كانت هذه الخدمة متوفرة عن طريق الرعاية الصحية المنزلية التي تدعيها وزارة الصحة هل يضطر الأبناء إلى تسليم أحبائهم لدار المسنين؟! لا تظنوا أني أدافع عن الأبناء العاقين الذين يهون عليهم فراق الأب أو الأم لكن أحيانا يكون الإنسان بين اختيارين مرين، إما أن يترك مريضه الحبيب لآلام المرض بلا رعاية تخصصية في البيت أو يقدمه إلى دور المسنين كي توفر له المفقود في البيت! بالرغم مما في هذه الدور والمراكز الخاصة بالمسنين من قصور وعجز يعيب جبين مجتمع إنساني كبير خيراته امتدت خارج حدوده تواسي المصابين في أقاصي المعمورة! تعالوا إلى الواقع .. لا يوجد أي مستشفى حكومي يمنح ممرضة منزلية ويدفع لها مستحقاتها المستفيد من خدماتها أي المريض المنزلي! كما أن المستشفيات الأهلية والمراكز الطبية الخاصة .. تتعامل مع هذه الظروف المرضية معاملة تجارية تقوم على التجارة والمتاجرة فالممرضة يمكن إعارتها لذوي المريض كي ترعاه بالمنزل شرط أن يدفع شهريا للمركز الطبي وليس لها ما يزيد عن عشرة آلاف ريال! مركز الأمير سلمان ظهر أكثر حنانا ورأفة فجعل المبلغ المطلوب خمسة آلاف ريال! والأدهى أن مركزا طبيا معروفا طلب زيارة منزل الأسرة لمعرفة مستواه وأين تسكن الممرضة وكيف هي حجرتها أي تخضع العائلة كلها للفحص الشامل مثل السيارات قبل البيع! هذا هو الواقع الحقيقي الذي لم يتحدث عنه الضيف الكريم ولا المذيعة التلفزيونية التي اكتفت بالظهور على الشاشة وهذا «بعض» الحقيقة! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة