دعا سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ إلى تخصيص قناة فضائية للتصدي للأفكار الضالة. وأكد المفتي في كلمة له، لدى لقائه عددا من التائبين والعائدين عن الفكر المنحرف، بحضور دعاة حملة «السكينة» في مكتبه في دار الإفتاء في الرياض أمس، على خصوصية المملكة. وأضاف «المملكة بلد مبارك يحكم بشرع الله، ويقيم حدوده، ويطبق شرعه، وقيادته التي تلتزم بأوامر الله وتتجنب نواهيه، وتقود المملكة بحكمة وحنكة، وتسعى إلى جمع الشمل ووحدة الكلمة، وتعمل على انتشار الأمن والاستقرار للجميع». واستطرد المفتي العام «أن المملكة تربي أبناءها على كتاب الله وسنة رسوله، ولا بد أن تكون الدعوة على علم وبصيرة، التزام الدعاة بالخلق، وإدراك حقيقة ما يدعون إليه». وأشار آل الشيخ إلى أن الدعوة إلى الله أعظم وأجل الأعمال، مطالبا الدعاة بمعرفة خصوصية من يدعون وأحوالهم، واختيار الأسلوب الأمثل والأحسن. وتناول مفتي عام المملكة وسائل الدعوة من مسجد وحلق وخطب ومنابر إلى وسائل التقنية الحديثة، خاصة الإنترنت، مطالبا باستغلال مواقع الإنترنت في الدعوة والحوار وإيصال رسالة الإسلام، مثمنا دور موقع «السكينة» في نشر العلم النافع وإيضاح الحقيقة وكشف الشبهات، والتحذير من الفهم المنحرف والفكر الضال. وشدد المفتي على ضرورة أن يتجه الدعاة إلى الفضائيات ومواقع الإنترنت، واستغلال هذه الوسائل في الدعوة إلى الله، وإيصال رسالة الإسلام والتصدي للفكر المنحرف والفئة الضالة. ووجه دعاة «السكينة» نحو الفضائيات باستئجار قناة لنشر المفاهيم الصحيحة والتصدي للفئة الضالة، وأن يقوم عليها دعاة ناصحون مخلصون يعرفون الحق وينشرونه ويكرهون الشر. ولفت المفتي العام إلى أهمية الصبر في الحوار مع من ضللوا والتبس الأمر عليهم، وأن يكون الدعاة ذوي آفاق واسعة، ورفق ولين جانب، ورحابة صدر لتقبل الأفكار والرد عليها، لتنقية الأفكار السيئة والتصدي لها. وطالب آل الشيخ بالمشاركة في القنوات الفضائية التي تبث باللغات الأوروبية والأمريكية والآسيوية، ونشر الدعوة بهذه اللغات. ورحب المفتي بمن عدلوا عن الفكر المتطرف بالرجوع للفهم الصحيح من المتواجدين في اللقاء، وقال «نحن سعداء برجوع هؤلاء الإخوان، فهم إخواننا وأبناؤنا، وأن?رجوعهم للحق، وتصورهم الحق، ونهجهم للحق، سعداء أن نراهم بين إخوانهم وآبائهم وأصحابهم وجيرانهم»، مضيفا «سعداء وأنتم في بلد أمان تسعى قياداتها لاستئصال الفكر المنحرف، سعداء طالما استجبتم للنصيحة وأقلعتم عن الفكر السيئ والتزمتم الحق ورجعتم إلى الفكر الصحيح، سعداء بوجودكم بين علمائكم الذين طالما ناشدوكم أن تكونوا يدا واحدة مع ولاة أمركم، وصفا واحدا معهم، وعدم الانخداع بالآراء الشاطحة والمنحرفة والذين يصورون لكم الباطل على أنه حق». من جهة أخرى، أوضح مدير حملة السكينة عبد المنعم المشوح، أن عدد الذين حاورتهم الحملة خلال السبع سنوات ونصف عبر الإنترنت، تجاوز عددهم ثلاثة آلاف شخص سواء كانوا من عناصر الفئة الضالة أو متعاطفين معها، مبينا أنه تراجع منهم كليا أو جزئيا 1500شخص، طبقا للرسائل التي وصلت منهم، أو من نتائج الحوارات المباشرة أو غير المباشرة عبر الإنترنت. واستطرد المشوح «نعتبر إرسال الشخص الذي يعتنق فكرا إرهابيا أو تكفيريا رسالة إيجابية بعد الحوار معه، نقطة تحول جيدة، ومؤشرا على إيجابية الحوار معه»، وأضاف «أن عدد العاملين في حملة (السكينة) 60 داعية معظمهم من وزارة الشؤون الإسلامية، وجميعهم محتسبون، وعملهم تطوعي دون أي مقابل». وكشف المشوح أن أعضاء الحملة يتواجدون على 800 موقع ومنتدى، وأن حواراتهم إما مباشرة مع من يعتنقون التكفير والتفجير، بعرض الشبهات والرد عليها، والتأصيل العلمي الشرعي لها، أو نشر المواد الإيجابية من فتاوى ودراسات ترد على فكر التكفير والتفجير لكبار العلماء والفقهاء والمفكرين. وأفاد المشوح أنه تم نشر 250 مادة علمية صوتية ومكتوبة، من دروس وجلسات سماحة المفتي العام وكبار العلماء. وتحدث المشوح عن موقع «السكينة» على الإنترنت، وقال: إنه يستقبل زوار من 107 دول عربية وإسلامية وأجنبية، وبعضهم أرسل لنا رسائل يقول فيها إنه لم يكن يتوقع أن دعاة المملكة بهذا المنهج المعتدل الوسطي، وقد حاز الموقع على جائزة أبها للتقنية، وقدمت «السكينة» من قبل وفد المملكة الرسمي للجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة كأنموذج للتعامل مع الإرهاب.