دعا سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى ضرورة انفتاح الدعاة على وسائل الإعلام الغربية لإيصال الدعوة الإسلامية الحقة وإبلاغ رسالة الوسطية والاعتدال في هذه الدول وبيان الحق مشدداً سماحته على أهمية تظافر الجهود الدعوية كافة من كل جهة عبر الإنترنت ومنابر الجوامع والتعليم والإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون وغيرها من وسائل لمحاصرة الفكر المنحرف ومشيراً إلى دور الإنترنت الهام للتواصل مع من هم خارج البلاد مؤكداً في هذا الصدد على أهمية أن نضع جميعاً أيدينا في كل ميدان نرى فيه إمكانية محاصرة هذا الفكر من جميع الجوانب. وكشف سماحة المفتي العام للصحفيين صباح أمس خلال مؤتمر صحفي عقده بمكتبه برئاسة الإفتاء عقب اجتماع "مغلق" جمعه بالقائمين على حملة السكينة بحضور عدد من الباحثين والمتخصصين في قضايا الإرهاب ومجموعة من "التائبين" المتعاطفين سابقا مع فكر "القاعدة" الذين استطاعت الحملة تصحيح أفكارهم وتراجعهم.. كشف سماحته ان شبهات المتعاطفين مع الجماعات الإرهابية كثيرة وغالبها ليس علمياً واصفاً ما كان عليه المؤيدون لهذا الفكر بأنه "تلوث "فكري جهل صاحبه حقيقة الأمر مما يدلل على أن صاحب هذا الفكر ليس له أصول ثابتة وإنما هو على شيء آخر لا حقيقة له موضحاً أن هؤلاء تلقوا أفكارا لم يعلموا حقيقتها واقتنعوا بها وأدت بهم إلى ما وصلوا إليه من زيغ وظلال. وأكد آل الشيخ في إجابته على سؤال ل "الرياض" حول ما إذا كان اللقاء قد بحث خطة عمل مشتركة بين العلماء والقائمين على حملة السكينة لتوسيع نشاط الحملة ليصل للدول غير الإسلامية، أن الحملة ومن خلال عملها على الإنترنت استطاعت تصحيح افكار أعداد كبيرة بلغت 1500 شخص من خارج المملكة لذا نجد تأثير موقع الحملة واضحا خارج المملكة وداخلها مشيرا الى أن هذا الفكر قد انحصر والناس تبينوا وأدركوا حقائق الأمور وعرفوا أن هذه أفكار غريبة ودخيلة عليهم. وحول تهديد بعض الدعاة من قبل العناصر الضالة ومحاولة بعضهم اختراق موقع السكينة وأثر ذلك أجاب سماحة المفتي على ذلك مؤكدا أن تهديد الأعداء ليس بغريب معتبراً ذلك عجزا منهم ودليلا على الانتصار عليهم وأنهم لم يستطيعوا التأثير على الآخرين. وفي سؤال لسماحته عما أبداه من ملاحظات وتوجيهات على الحملة لفت إلى أنه أكد لهم على أنهم على خير ودعاهم لتكثيف الجهود في كل وسيلة والاستمرار في هذا الجهد المبارك وولوج المحطات الفضائية الخارجية ولو على حساب الاستئجار لإبلاغ هذه الرسالة الحقة وتبيان الحق للمسلم. وفي سؤال عن طريقة التعامل مع من يصر على حمل السلاح من المتطرفين فكرياً شدد المفتي في إجابته على ضرورة محاورة هؤلاء وإقناعهم بخطورة حمل السلاح وتبيان أن الإسلام ضد ذلك وأن من حمله ليس منا موضحاً أنه يحرم على المسلم سفك دم أخيه المسلم وإذا اقتنع الحمدلله وإن أخذ موقفا مختلفا وشد على رأيه نواجهه بالأدلة من الكتاب والسنة ونقنعه بفكره الخاطئ لأن حمل السلاح على المسلمين هو مذهب الخوارج محذراً سماحته هؤلاء من اعتناق هذا الفكر الضال والسيئ. (المفتي يخاطب المتراجعين) وفي جلسة مفتوحة سبقت اللقاء المغلق خاطب سماحة المفتي المتراجعين ممن كانوا سابقا يتعاطفون مع فكر الفئة الضالة ويتأثرون بها الذين حضروا الجلسة مؤكداً لهم أن الرجوع للحق فضيلة وليس نقصا وهو من نعم الله عليهم رافعاً في هذا المقام شكره لسمو النائب الثاني وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو المساعد للشؤون الامنية وإلى وزير الشؤون الاسلامية على جهودهم المباركة في هذاالمجال مؤكداً سماحته سعادتهم جميعاً برجوع المتعاطفين سابقا مع هذا الفكر إلى الحق وقال: نحن سعداء بفهمكم للحق وسعداء أن نراكم بين آبائكم وأنتم في بلد الأمان وسعداء وانتم تلتقون بعلمائكم وخروجكم من هذا الحيز الضيق إلى النور والهدى وطالما نصحناكم بالبعد عن الأفكار المنحرفة. وأضاف: في قلوبنا لكم محبة ومودة ونحن نتعاون معكم لهدف واحد هو علو هذا الدين مشيرا إلى أن هذا البلد المبارك الذي تربينا وعشنا فيه له حق علينا في أن نحفظه من كيد الكائدين وألا نكون مطية للحاقدين علينا الذين يسعون لإفساد شباب الأمة ويغيضهم ما نحن عليه من خير. وشدد آل الشيخ في حديثه على أن هدف الدولة هو الإصلاح وفهم الحق مؤكدا على أهمية سياسة الحوار والنصيحة وأن الأبواب مفتوحة لهولاء بالعلم والدعوة والعمل داعياً المتراجعين التائبين إلى بذل الجهود لإعزاز الأمة وأن يكونوا أداة صلاح. ووجه المفتي حديثه مخاطباً القائمين على الحملة مؤكدا لهم أن الدعوة الى الله خلق عظيم وعمل شريف مشددا على ضرورة ان يكونوا على علم وبصيرة لأن الناس يختلفون ولابد من اختيار الاسلوب والمكان والزمان المناسب مشيرا الى ان وسائل الدعوة تطورت اليوم، وقدم سماحته شكره للقائمين على هذه الحملة على جهودهم مؤكدا ان موقع الحملة حقق اهدافه ومقاصده واستطاع تعديل ما اعوج من الاخلاق والافكار لافتا الى ان ابناءنا دائما على خير اذا جاءهم من يوضح لهم الطريق ويبين لهم الحق داعيا في هذا الصدد للحوار والنقاش بهدوء والاستمرار في ذلك حتى يقنعوا من انحرف مشيرا الى ان الارهاب والعنف لا يعالج بعنف بل بالتوعية السليمة والحوار الهادف. تدشين موقع الحملة وعرض نتائج عملها) ودشن آل الشيخ خلال الجلسة موقع حملة السكينة بنسخته الجديدة سائلا الله أن يجعله موقع خير ونور وهدى. هذا وكان مدير حملة السكينة لتعزيز الوسطية الشيخ عبدالمنعم المشوح قد افتتح اللقاء المفتوح بسماحة المفتي بعرض لأهم نتائج وجهود الحملة خلال الفترة الماضية كاشفا خلالها أن فريق الحملة حاور أكثر من 3 آلاف شخص منحرف وقد تراجع منهم نحو 1500 شخص بعضهم تراجع 100% والبعض الآخر بنسب متفاوتة. وأكدالمشوح أن تراجعات أتباع هذا الفكر على مستوى القادة والمتعاطفين والمتعاطفات كثيرة هذا العام ولله الحمد موضحا ان اعضاء السكينة يبلغون 60 شخصا من المحتسبين استطاعوا دخول 800 موقع ومنتدى في النت بالحوارالمباشر وبث المواد الايجابية ونشر اكثر من 250 مادة صوتية ومكتوبة مؤصلة شرعا وكان لها الاثر الكبير لدى متلقيها. وأضاف أن الحملة أنشأت موقعا باللغتين العربية والانجليزية يدخله زوار من 107 دول للاستفادة من محتواه وقد حاز الموقع على جائزة ابها للتقنية كما قدمت جهود السكينة من الوفد الرسمي للمملكة في مؤتمر حقوق الانسان كنموذج في التعاطي مع الارهاب، معرباً عن اعتزازهم جميعا بلقاء سماحة المفتي والاستماع الى توجيهاته. (مختصون في الإرهاب يحضرون اللقاء) هذا وشهد اللقاء المفتوح والجلسة المغلقة أكثر من 18 مختصا وباحثا في شئون الارهاب والامن الفكري من وزارات الداخلية والشئون الاسلامية والتربية والتعليم وعدد من الجامعات إضافة الى مختصين من مركز الامير محمد بن نايف للمناصحة وحملة السكينة منهم الدكتور ماجد المرسال مدير الإدارة العامة للتوعية العلمية والفكرية بوزارة الشؤون الإسلامية ومدير الفريق العلمي في حملة السكينة، والدكتور صالح الفريح المتخصص في الأمن الفكري ومعالجة قضايا الإرهاب من جامعة أم القرى، وبدر العامر الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية ومدير موقع السكينة، والدكتور عبدالعزيز السدحان الباحث والمشارك في العديد من الأطروحات في الأمن الفكري، والدكتور محمد الهدلا الباحث والكاتب المتخصص في الأمن الفكري من إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية، والدكتور خالد الخالدي المحاضر في كلية الشريعة في الأحساء وعضو لجنة الأمن الفكري، وتركي الصويلح الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية ومدير مركز الوسائل السمعية في وزارة الشؤون الإسلامية، والدكتور سعد القويعي الباحث والكاتب متخصص في الشؤون الفكرية والاجتماعية، ومحمد الأنصاري الباحث المتخصص في الأمن الفكري عضو الفريق العلمي في حملة السكينة، وأحمد جيلان الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية والذي يحضر دكتوراه في الإرهاب والأمن الفكري بجامعة الإمام، وشبيب الحقباني المحاضر في كلية الدعوة في جامعة الإمام ويعد رسالة دكتوراه في قضايا الأمن الفكري، ومشبب القحطاني باحث دكتوراه في جامعة الأمير نايف حول الإرهاب وعضو اللجنة العلمية بمركز الأمير محمد بن نايف، وعبدالحميد العرفج مدير المحتوى في موقع السكينة، ويحيى الزهراني المدير التقني والفني لموقع السكينة، والدكتور عوض الشهري الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية ومتخصص وباحث في الأمن الفكري والمجتمعي، وخالد الموزان الباحث المتخصص في التربية والسلوك، وفهد الفعيم نائب مدير مركز الوسطية والباحث المتخصص في الأمن الفكري والمجتمعي، وهاني الحارثي الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية والباحث المتخصص في الأمن الفكري والوسطية.