عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة أمس لبحث التوتر المتصاعد بين كوريا الجنوبية والشمالية. بحسب ما ذكر دبلوماسيون. ولم يتضح بعد ما هو الإجراء الذي اتخذه أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، لكن دبلوماسيين قالوا إنهم يأملون بأن يصدر المجلس بيانا يساعد في تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس أن وزيري الخارجية الروسي والصيني دعوا إلى الهدوء في شبه الجزيرة الكورية وطلبا من جميع الأطراف أن تتجنب التصعيد، وذلك قبل إجراء المناورات العسكرية الكورية الجنوبية. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن «الصين تعارض بقوة أي تصرف يمكن أن يتسبب في حصول توتر ويفاقم الوضع، وتطلب من الطرفين في شبه الجزيرة التحلي بالهدوء والاعتدال». ومن جهته دعا حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون الذي يزور كوريا الشمالية، بيونغ يانغ إلى أن تبرهن على «حد أقصى من ضبط النفس» حيال المناورات التي تستعد سيول لإجرائها. وقال هذا الدبلوماسي الأمريكي السابق القريب من الرئيس باراك أوباما إنه عقد ثلاثة اجتماعات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الكورية الشمالية أو الجيش». وأضاف «في كل لقاء، دعوت بإلحاح إلى البرهنة على حد أقصى من ضبط النفس حيال المناورات العسكرية التي قررت كوريا الشمالية إجراءها». وانتقدت كوريا الشمالية الولاياتالمتحدة لإرسالها عدداً من قواتها لدعم التدريبات العسكرية التي تخطط كوريا الجنوبية لإجرائها بالذخيرة الحية في مناطق متنازع عليها واصفة هذا العمل بأنه بمثابة «درع بشري». فقد قال فيتالي تشوركين مندوب روسيا في الأممالمتحدة في تصريحات السبت «نحن قلقون للغاية إزاء التوتر المتزايد في شبه الجزيرة الكورية، فهذا التوتر يؤثر بشكل مباشر على المصالح الأمنية الروسية». وبدا أن أحوالا جوية سيئة أرجأت على الأرجح مناورة بالذخيرة الحية كانت قوات مشاة البحرية الكورية الجنوبية قد استعدت لإجرائها السبت قبالة ساحلها الغربي والتي أثارت تهديدات من كوريا الشمالية وجددت دعوات إلى ضبط النفس من الصين. وواجهت محاولات لمجلس الأمن مؤخرا للاتفاق على شيء ما بشأن كوريا الشمالية، صعوبات بسبب نزاعات بين الصين من جانب والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا في الجانب الآخر. وتدعم روسيا أيضا الموقف الصيني بأنه ينبغي لمجلس الأمن أن يتفادى توجيه توبيخ شديد اللهجة إلى بيونج يانج. وأكدت كوريا الشمالية السبت أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية سينفجر إذا ما أجرت سيول التدريبات المدفعية بالذخيرة الحية التي تعتزم القيام بها في جزيرة يونبيونغ التي يتنازع البلدان السيادة عليها. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن بيان لوزارة الخارجية الكورية الشمالية قولها: «إذا تجرأت كوريا الجنوبية على تنفيذ مناوراتها بالذخيرة الحية فإن الوضع في شبه الجزيرة الكورية سينفجر وعندها لن يكون بالإمكان تجنب المصير الكارثي». ووصفت الصين الوضع في شبه الجزيرة الكورية بأنه «هش للغاية»، ودعت إلى الحوار لتخفيف حدة التوتر.