حينما أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيكها «19» خلية إرهابية ضالعة في التخطيط لنشر الفوضى عبر تنفيذها لعدد من الهجمات الانتحارية، غمرت الفرحة كل القلوب بل امتدت هذه الفرحة إلى سائر بلاد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ذلك أن النيل من مقدرات هذه البلاد الطاهرة هو نيل من مكتسبات الأمة الإسلامية. العبرة ليس في هذه القفزة الأمنية ولا القدرات التي يتحلى بها رجالها في إخماد مثل هذه الفتنة، ذلك لأن هذه القدرات معروفة لدى القاصي والداني، ولقد سبق لها أن حققت إنجازات ونجاحات باهرة في هذا الصدد، إلا أن العبرة تكمن في ذلك «الغباء» وضيق ساحات الأفق لدى أولئك الأشرار الذين لم يدركوا حتى الآن قدرات هذه الأجهزة المتطورة وكفاءة رجالها وجسارتهم وبسالتهم في إحباط أية محاولة من مثل هذه المحاولات اليائسة. لقد أكد هؤلاء «الأغبياء» بممارساتهم العقيمة أنهم يتجولون خارج دائرة الزمن، وأن أفكارهم ومفاهيمهم ما زالت محصورة في تلك الدائرة الضيقة، فكان الأحرى بهم وبحكم التجارب المتراكمة أن يدركوا أن مثل هذه الأعمال الإجرامية مصيرها الفشل الذر يع، وأن الأمن السعودي لا يمكن أن يفوته أي تحرك من أية عصابة من عصابات الشر والطغيان، والتي تحاول دائما أن ترمي بمثل هذه الشرور في أركان بلادنا العزيزة. الأجهزة الأمنية المختصة، وكما أعلنت وزارة الداخلية، أكدت أنها لا تزال ترصد التوجهات الإجرامية لهذا التنظيم المتمركز في الخارج، مما يؤكد أن عيونها لا تخطئ وهي بهذه العيون المفتوحة تعرف تماما أن هذه العناصر التي تبحث عن الخراب تحاول أن تكون لها موطن قدم داخل الوطن، وتريد أيضا استغلال مواسم الحج والعمرة لنشر أفكارهم الهدامة. وهي، أي الأجهزة الأمنية، وبمثل هذه المعلومات التي لا تخطئها عيونها ترصد كل تلك المؤامرات وتقوم بإفشالها قبل أن تسري براثنها، فكم هي تلك المحاولات التي ذهبت أدراج الرياح قبل أن تفلح في عصف مكتسبات هذا الوطن، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى له قدرته الكبيرة في حفظ هذه البلاد الطاهرة .. كما أن للقدرات الأمنية الهائلة والحنكة من قبل قيادتنا قدرا كبيرا في أبعاد كل الفتنة التي يتم نسج خيوطها من قبل هذه الفئة الضالة ممن أعيتهم الحيلة وألقوا بنفوسهم في أتون المالك، وسيأتي عليهم يوم عاجلا أم آجلا يندمون فيه على كل فعل خاسر ضد أنفسهم وأهليهم ووطنهم، وقبل ذلك ضد دينهم الذين شوهوا صورته وأضروا بمبادئه السامية النبيلة. عبدالله بن ساعد الشريف