موافقة مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز في اجتماعه الأخير برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله» على إنشاء مركز لتاريخ المنطقة الشرقية تشرف عليه الدارة وذلك على غرار مركز تاريخ مكةالمكرمة والمدينة المنورة، هي خطوة مهمة لحفظ المشروع الوثائقي لتاريخ المملكة العربية السعودية عبر إنشاء المزيد من المراكز التاريخية. إذا كانت الدارة خلال السنوات الماضية قامت بالعديد من المشاريع لحفظ التاريخ وتوثيقه عبر التوثيق الشفهي أو أرشيف المخطوطات، فإن إقامة هذه المراكز في بعض المناطق يأتي مهما في نظري لوجود العديد من المواد التاريخية الغزيرة المرتبطة بتاريخ المملكة العربية السعودية. ومنطقة القصيم هي إحدى مناطق المملكة التي كان لها علاقة خاصة مع تاريخ المؤسس الملك عبد العزيز «رحمه الله»، فضلا عن الأحداث المهمة التي شهدتها المنطقة منذ طلائع الدولة السعودية الأولى ثم الثانية حتى ظهور الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود «طيب الله ثراه» والوقائع والحروب التي خاضها رحمه الله ودارت رحاها في أطراف القصيم ونواحيها فمواقع الشنانة والبكيرية وروضة مهنا والطرفية فضلا عن الإعداد والتجهيز لمعركة السبلة الشهيرة والاتصالات القوية التي كانت قائمة آنذاك جميعها مع أطراف الجزيرة تحتاج إلى توثيق وتدوين. إضافة إلى حقبة العقيلات الهامة وما حملته من متغيرات وتأثيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلمية على المنطقة. وهو ما حاول معالي الشيخ محمد العبودي أن يستنطقه من خلال كتابة معجم أسر بريدة الواقع في ثلاث وعشرين مجلدا واحتوى على حشد هائل من الوثائق القديمة للأفراد والأسر مما يمثل معه هدية ثمينة للباحثين والدارسين الراغبين في دراسة أحوال المنطقة وأحوالها الاجتماعية والاقتصادية والعلمية خلال القرنين أو الثلاثة الماضية. كما أنني أجزم أنه ما حصل عليه معالي الشيخ محمد العبودي خلال جمعه لمادة الكتاب فإن لدى الكثير من الأفراد والوثائق والأوراق العديدة والمهمة التي من الممكن أن تساهم في كشف العديد من المحطات الغامضة والأسئلة الحائرة للعديد من القضايا التي تهم الباحثين. لقد بدأت الدارة بمشاريع بحثية وتوثيقية عديدة طافت بها أنحاء المملكة العربية السعودية ومناطقها وحفظت أرشيفات شفهية هامة، إلا أن المتعين حاليا أن تفكر الدارة بجدية بسرعة إنجاز هذه المراكز التاريخية في بقية مناطق المملكة ومن المعلوم أن التأخر في حفظ هذه المواد التاريخية والتنقيب عنها سوف يؤدي إلى ضياع وفقد الكثير منها. ومن المهم أيضا استشعار أهمية الاستفادة من تلك الأوراق «الوثائق» وإتاحتها للباحثين والدارسين وإلا فإن عملية الخزن والحفظ لم تقدم مفيدا. إن تاريخ منطقة القصيم الضارب في القدم وآثارها وأحداثها التاريخية وحقبها الزمنية المتعاقبة تحتم ضرورة التفكير بجدية تامة في إقامة مركز تاريخي يعنى بتاريخ المنطقة وأرشيفها الكبير والاستفادة من الجهود الفردية السابقة التي عنيت بتاريخ المنطقة وحفظ وثائقها. [email protected] فاكس : 014645999 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة