حيا الله السيد أسانج، صاحب موقع «ويكيليكس»، الذي أتاح للمخدوعين بالسياسة الأمريكية الاطلاع على الوجه القبيح لهذه السياسة وأصحابها. ضربات متتالية موجهة إلى السياسة الأمريكية، أنزلتها، ومازالت تنزلها، تلك الوثائق التي تمكن هذا الموقع الإلكتروني من كشفها، ليعلم العالم أجمع حقيقة الأمريكيين في تعاملهم، وكيف أنهم يقولون ما لا يفعلون، فلا أخلاق في السياسية، ولا حقوق للإنسان كما يزعمون، وإنما كما قال ميكاثيللي في مبدئه اللعين الغاية تبرر الوسيلة. فغاية الولاياتالمتحدة السيطرة على العالم، وضمان وجود إسرائيل وسيطرتها على الأراضي المحتلة، وفي سبيل ذلك، لا حرمة لحقوق، ولا التزام بأية واجبات. ويخطئ من يعتقد أن هذه الفضائح التي تتوالى إنما هي تخص الراحل جورج بوش، وإنما هي من سمات وخصائص السياسة الأمريكية، فلا أعتقد أن العصر الأمريكي الحالي، يختلف عن سابقه. هنالك من يهون من أمر الوثائق، لكني على يقين من أنها تمثل زلزالا عالميا، ستلحق أضراره بكثير من دول العالم من جانب، وستكون توابع هذا الزلزال أشد قسوة على العلاقات الدولية من جانب آخر. لقد أثبتت الوثائق إدمان السياسة الأمريكية للكذب، والنفاق والتجسس والتزوير والفساد، مع أن ما نشر منها قليل، مجرد عدة آلاف من مجموع ثلاثة ملايين وثيقة. إن حالة الهلع والرعب التي تسيطر على البيت الأبيض، دفعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى مواصلة اتصالاتها بنظرائها في العالم من أجل تهدئة القلق بعد نشر وثائق «ويكيليكس». لقد بات مؤسس الموقع جوليان أسانج في نظر البعض بطلا، إذ استطاع أن يبصر العالم بحقيقة المارد الأمريكي، ففي روما كشف استطلاع للرأي أن غالبية الإيطاليين (64 %) يعتبرون أسانج «روبن هود» الألفية الثالثة، حيث يرونه «فاعل خير» و «منقذا للفقراء» من براثن شراهة الأغنياء في هذه الألفية. وفي اعتقادي أن خطورة هذه الوثائق لا تنحصر في كشف صورة أمريكا، والوجه القبيح لسياساتها في العالم، فكثيرون يعرفون هذا الوجه وحقيقته، لكن الخطورة تكمن فيما فضحته، وما سوف تفضحه، على الرغم من توقيف مؤسس الموقع جوليان أسانج، إذ أعلن أن توقيفه لن يمنع من نشر المزيد من الوثائق، أقول إن ما فضحته وما سوف تفضحه، سيكشف لنا «المستور»، ومن المؤكد أن أطرافا عربية سيكون لها نصيب كبير من هذه الفضائح، وهذا هو الجانب الأهم بالنسبة لنا فيما يتعلق بهذه الوثائق، سنعرف كثيرا مما دار في أروقة الدبلوماسية الأمريكية مع عدد من رؤساء الدول، فلا أظن أن الوثائق عجائب لم نكن لنصدقها لو سمعناها حتى من أصحابها، لكن الشيء الذي لا أستطيع توقعه أو التنبؤ به، هو رد الفعل لمن ستفضحهم الوثائق. ما زلنا نترقب وثائق «ويكيليكس» الفاضحة، وما زلنا نترقب وأكثر لما يمكن أن يصدر عن «المفضوحين» على الملأ من تعليقات وتبريرات، وإن غدا لناظره قريب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة